Diraasaad ku Saabsan Mad-hababka Suugaaneed iyo Bulsho
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
Noocyada
وما اقتبسناه هنا هو مثل صالح لعبارة الكتاب كما ترجمه إلى العربية الأديبان الفاضلان الأستاذ عبد الحميد يونس والأستاذ حافظ جلال مترجما، دائرة المعارف الإسلامية، وراجعنا فقرات منه على النسخة الإنجليزية فألفيناها على جانب من الدقة وأمانة النقل والأداء، مع سلاسة في اللفظ وصحة في اللغة، وكل ما يلاحظ عليه سهوات أو هنات متفرقات بين صفحات لا تخل بجوهر معناه، ولا تحول بين الكاتب العربي وبين النفاذ إلى اللباب الذي تضمنته النسخة الإنجليزية، كما جاء مثلا في الصفحة التاسعة وتكرر في صفحات أخرى؛ حيث يقولان: «وليست هناك ثمة حاجة» وثمة بمعنى هناك، أو حيث يقولان في الصفحة الأربعين: «ويجد أمثال فرنكلين روزفلت أنفسهم مشرفون» ... وهو سهو ظاهر، أو حيث يقولان: «ولم يكن عند ألمانيا من الصناعة ما عند الناطقين بالإنجليزية فطمحت إلى الجوزاء» ترجمة لما جاء في الأصل؛ حيث يقول الكاتب: «وطمحت إلى مكان في الشمس، إلى حيز تعيش فيه» والمعنيان مختلفان، أو حيث يقولان صفحة 64: «وكلما زاد سلطان الحكومة كلما اشتدت الحاجة »، ولا موضع لكلما الثانية في الجملة.
وهذه كلها - كما أسلفنا - من قبيل السهوات والهنات، ولا غضاضة منها على العمل النافع الذي أسدياه إلى اللغة العربية في أوانه؛ لأن البحث عن عالم الغد باب لم يطرق عندنا في أذهان أكثر الكتاب فضلا عن أذهان أكثر القراء، ولو عنينا به حق عنايته لوجب أن يكون لدينا في موضوعه عشرات من الكتب المترجمة وعشرات مثلها من الكتب المبتكرة على حسب ما عندنا من الأحوال العالمية؛ لأننا نحب أن نصل إلى عالم الغد عاملين مؤثرين لا تابعين متأثرين، ونحب أن نسبقه بالتفكير والتدبير ولا ننتهي إليه لاحقين متخلفين مدفوعين مع الزحام كأنما نساق إليه مسخرين منقادين، فترجمة هذا الكتاب في هذه الأيام عمل مشكور «وفرض كفاية» كما يقول الفقهاء حين يميزون بين درجات الفروض، ولكنه جدير أن يعلمنا أن النظر إلى عالم الغد فرض عين لا يسقط عن شرقي أو عربي في هذا الزمان.
الفصل الثالث والعشرون
العقل في الإسلام
تحكيم العقل واجب أمر به القرآن الكريم في عشرات الآيات، فليس أكثر فيه من الآيات التي تحث على التعقل والتفكر وتنحى باللائمة على من يهملون العقل والتفكير، وليس التفكير مقصورا على موضوع دون موضوع في أوامر القرآن الكريم، فالإنسان مطالب بأن يتفكر في نفسه:
أولم يتفكروا في أنفسهم (الروم: 8)، وأن يتفكر في الكون كله:
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض (آل عمران: 191)، وأن يجيل نظره فيما يحيط به من المشاهد والأسرار:
كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون (البقرة: 242) و
إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون (البقرة: 164).
والحكمة صفة من صفات الله «الحكيم» التي كررها القرآن في شتى المواضع، فكل ما في الكون فإنما يجري على مقتضى الحكمة الإلهية ولا يخالف العقل السرمدي أو ينقضه في عمل من الأعمال، وإن قصرت عن إدراك كنهه عقول الآدميين.
Bog aan la aqoon