179

من رجال الكافي

لم يستطع المغالون في تقديس مرويات الكافي من المتقدمين والمتاخرين على حماسهم له ان يدفعوا الطعون القاسية التى الصقها علماء الرجال والحديث بكثير من مروياته ولا ان يثبتوا صحة ما جاء فيه بشكل عام في حين ان وصف الصحة كاد ان يكون من ابرز صفاته عند فئة من الاخباريين هم أشبه بحشوية العامة لم يستطيعوا أن يثبتوا صحة مروياته لانه قد اعتمد على اجتهاداته في توثيق الرواة واختيار المرويات ، والانسان مهما بلغ شأنه ومهما بالغ في البحث والتنقيب لا يخرج عن كونه انسانا يخطئ ويصيب ، ولكن الكليني مع اخطائه الكثيرة لم يشذ شذوذ البخاري ، فلم يرو عن صنائع الحكام وخدام القصور ولا عن احد من لا الصحابة ما لم تسمو به الصحبة وترتفع به عن الدنايا والاجرام إلى حيث الكرامة والاعتزاز بالفضيلة والاقتداء بالرسول (ص) بالقول والفعل.

ولكنه في الوقت ذاته قد روى عن الغلاة وبعض المنحرفين عن الطريق القويم كما يبدو للمتتبع في كتب التراجم واحوال الرواة ، ولعله كان يكتفي بوجود بعض الموثوقين في سند الرواية ، وهو مع ذلك لم يوفق لدراسة متون بعض الاحاديث دراسة علمية بقصد التمحيص ومقارنة مضمونها مع منطق أهل البيت واسلوبهم الذي يتفق مع العلم والعقل ومنطق الحياة ، ولو فعل ذلك لوجد لزاما عليه ان يتجنب بعض تلك المرويات التي لا تعكس مبدأ الائمة ولا تنسجم مع واقعهم الرفيع الذي يمثل اسلوب جدهم الاعظم وكتاب الله الكريم ، مع العلم بأنه قد

Bogga 192