Diraasooyin Falsafadeed: Falsafadda Reer Galbeedka Casriga ah iyo Casrigan
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Noocyada
عن الفرد باسم الجماعة. وماذا عن ماركس والمذاهب الاجتماعية التي أعطت للمذاهب الجماعية طابعا تقدميا؟ ولا يخفي أورتيجا تأييده للمذاهب الفردية ضد المذاهب الجماعية لأن الجماهير عاجزة عن أن ترتقي إلى حياة الفردية والشخصانية. يعادي أورتيجا الاتجاهات الجماعية لأنها في رأيه تمنع الاتجاه التحرري. وهو النقد الشائع الذي توجهه الرأسمالية إلى النظم الاشتراكية والذي يمكن لأجله وصف بعض فلاسفة الوجود بالرجعية والتعبير عن النظم الرأسمالية وحب الغرب. والحقيقة أن الجماهير ما زالت مسيرة للنظام الرأسمالي في الغرب تحسب الصفوة حسابها. وكثيرا ما تنفجر الجماهير في النظم الرأسمالية فتتكيف هذه طبقا لها، وكما حدث في ثورات الشباب في العالم في مايو 1968م وكما حدث في الحركات الشعبية في النظم الرأسمالية التابعة في إيران 1979م، والسودان 1986م، والفلبين 1986م، وكوريا الجنوبية 1987م.
وتتميز جماهير العصر الحاضر بخصائص ثلاث:
أولا:
التجمع
Agglomération
أو الملاء
فكل مرفق يفيض بالبشر: المنازل، والشوارع، والفنادق، والقطارات، والمركبات، والمقاهي، والمستشفيات، ودور اللهو ... إلخ، حتى أصبحت مشكلة اليوم هي إيجاد «المكان الخالي». ولم يحدث للجماهير من قبل أن تحولت إلى مثل هذه التجمعات الكبيرة إلا في المعارك والحروب القديمة. «الجماهير» إذن لفظ من علم الاجتماع الدينامي يعبر عن الناس من حيث كونهم ظاهرة كمية مرئية. يقصد أورتيجا بواقعة التجمهر الجماعات الكمية المتراصة التي يتم التبادل بينها بلا تفرد أو خصوصية كقطع غيار آلة لا وظيفة لها إلا سير الآلة ودوام حركتها.
ثانيا:
الوعي التاريخي؛ إذ تقوم الجماهير اليوم بنفس الدور الحيوي الذي كانت تقوم به الصفوة المختارة من قبل. بل إنها تتجاوز قيادة الصفوة وتعصاها. تتمتع اليوم بما كان محرما عليها بالأمس. لقد عرف الشعب قديما أن السيادة له ولكنه لم يعتقد ذلك إلا اليوم، ولم يحول اعتقاده إلى حقيقة فعلية إلا بسيادة الجماهير بعد تحرر الإنسان العادي وشعوره بشخصيته المستقلة وخاصة أن عصر التنوير لم يحرر إلا طبقة المثقفين فحسب. والآن يخشى الديموقراطيون نتيجة هذا التحرر بعد أن أصبح عبد الأمس سيد اليوم. للجندي نفس الحق الذي للقائد، وللمواطن نفس الحق الذي للحاكم، وللابن نفس الحق الذي للأب، وللطالب نفس الحق الذي للأستاذ لأن عصرنا هو عصر التسوية
Nivellement ، مساواة كل فرد للفرد الآخر. ويحلل أورتيجا هذه الخاصية من جانبين؛ الأول: الدور الحيوي الذي تقوم به الجماهير، وهو الدور الذي كان حكرا على الصفوة. والثاني: تمرد الجماهير على الصفوة وكرهها لها من أجل أن تحل محلها. ويمثل هذان الجانبان جدل السيد والعبد المعروف عند هيجل وفي صورة الجدل بين الصفوة والجماهير. وبعد هذا التحول، أصبح الإنسان العادي محور التاريخ . يبدو ذلك في الفن وأخذ الفن الشعبي كمصدر للفنون الراقية، في الموسيقى والرسم والنحت، وكما هو واضح في الأنظمة السياسية الجديدة المعروفة باسم «الديموقراطيات الشعبية» أو «الجمهوريات الشعبية» أو «الجماهيرية الديموقراطية الشعبية». تعبر ثورة الجماهير إذن عن مدى ارتباطها بالتاريخ القديم لأن الثورة لا تقوم إلا على «العقل التاريخي». لذلك تدين أوروبا أكثر ما تدين لاثنين من مفكريها؛ ديكارت مؤس الاتجاه العقلي الحديث؛ وكوندرسيه واضع مفهوم التقدم. ثم ظل العقل طيلة ثلاثة قرون عقلا رياضيا طبيعيا بيولوجيا حتى ظهر العقل التاريخي في القرن الماضي في فلسفات التاريخ والذي عبر عنه دلتاي في فلسفة تصورات العالم
Bog aan la aqoon