Diraasooyin Falsafadeed: Falsafadda Reer Galbeedka Casriga ah iyo Casrigan
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Noocyada
فقد أسقطهما فيكو من العنوان النهائي وإن بقي معناهما؛ فالعلم الجديد يحاول الكشف عن قانون طبيعي لتطور الشعوب بدراسة الطبيعة المشتركة بين الأمم من خلال النظم والمؤسسات الدينية والعلمانية والدول، في حين أن القانون العام هو القانون الشامل الذي تشارك فيه جميع الأمم والشعوب، وهو القانون الطبيعي. كما يميز فيكو بين القانون المدني وقانون الشعوب؛ فالقانون المدني يختلف من مدينة إلى مدينة ومن دولة إلى دولة ومن نظام سياسي إلى نظام آخر، في حين أن قانون الشعوب هو أيضا قانون عام وشامل، تعبير ضروري عن المجتمع الإنساني، قانون مطبوع لدى كل شعب لأنه من وضع العقل الطبيعي الذي يشارك فيه الإنسان وربما الحيوان. وهي نفس التفرقة بين القانون
Jus
والفقه
Lex ؛ فالأول نظام طبيعي عقلي، والثاني وضعي من صنع البشر. الأول دائم ثابت لا يتغير، والثاني يتغير طبقا للظروف والأحوال. الأول يشمل العادة الثابتة والثاني يعبر عن إرادة المشرعين فحسب.
أما تعبير «مبادئ الإنسانية» في الطبعة الأولى فهو مرادف للطبيعة المشتركة بين الأمم؛ فالإنسانية تعني المدينة أو المدنية أي المعنى التكويني، المبادئ التي بها تصبح الإنسانية كذلك والتي تخلقها الإنسانية من طبيعتها. ولا يعني ذلك وجود ماهية إنسانية مستقلة فردية أو اجتماعية فإن هذه الماهية عند فيكو تنشأ من مجموع العلاقات الاجتماعية وتطور النظم الاجتماعية كما يقول الماركسيون والوجوديون، ولكن هذه «الإنسانية» تقوى كلما تقدمت في مراحل تطورها.
ويقسم فيكو كتابه إلى خمسة كتب غير متساوية في الكم، أطولها الكتاب الثاني عن «الحكمة الشعرية»، وأقصرها الكتاب الخامس عن «تطور النظم الإنسانية عندما تنهض الشعوب من جديد».
6
ويختلط قانون تطور الشعوب في مراحلها الثلاث بحضارات الشعوب، فبينما يظهر هذا القانون بصراحة ووضوح في المقدمة «فكرة الكتاب» إلا أنه يعود ويختفي ولا يظهر إلا في الكتابين الرابع والخامس عن تطور الشعوب في دورتها الأولى وعن تطورها في نهضتها الثانية، ولكن فيكو لا يعرض لهذا القانون عرضا مفصلا في أي من الكتب أو أقسامها بل يذكره دائما دون أن يخصص له قسما مستقلا يعرضه فيه ويستوفيه ولكن على الباحث أن يجمعه من الشتات، كما يضم الكتاب الأول المبادئ العامة للعلم في صورة بديهيات أو أوليات عقلية واضحة بذاتها تحدد بناء العلم الجديد. أما الكتابان الثاني والثالث فإنهما يعطيان الحكمة الشعرية. ويعرض لسؤال الوجود الحقيقي التاريخي لهوميروس شاعر اليونان مبينا أن تاريخ الشعوب في حكمتها، وأن حكمتها في شعرها. أما الخاتمة فإن فيكو يعرض فيها لعقيدة العناية الإلهية كراعية لنظم الحكم وكأنه يريد ختاما تقليديا لمضمون كتاب غير تقليدي.
ثالثا: المبادئ العامة لفلسفة التاريخ
يبدأ فيكو في الكتاب الأول بعنوان «وضع المبادئ» بإرساء القواعد العامة لفلسفة التاريخ.
Bog aan la aqoon