Diraasooyin Falsafadeed: Falsafadda Reer Galbeedka Casriga ah iyo Casrigan
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Noocyada
ويمكن التقدم نحو الأفضل في نظام يقوم على تغيير ما هو كائن من أعلى إلى أدنى، وليس من أدنى إلى أعلى، أي بوضع مناهج لتربية الشباب تحت إشراف الأسرة، ووضع مناهج للتعليم في جميع مراحله من المدارس الدنيا إلى المدارس العليا، طبقا لثقافة عقلية وخلقية، يغذيها التعليم الديني من أجل خلق المواطن الصالح، وكل ذلك على نفقة الدولة، بدل صرف مواردها على إشعال الحروب. يدافع كانط عن مجانية التعليم، وعن ضرورة التربية الخلقية والدينية. ويختم كانط حديثه عن هذا القسم الثاني بتأكيده على أن التقدم نحو الأفضل لا يميت بل يحيي، ويدين الحروب التي تدمر الطرفين، ويكون كلاهما خاسرا، ويستعمل كانط تشبيه شخصين يتضاربان بالنبابيت بدل الأواني الفخارية.
1
خامسا: الصراع بين كلية الفلسفة
وكلية الطب
في القسم الثالث والأخير يتناول موضوع الصراع بين كلية الفلسفة وكلية الطب، فيعالج فيه القضية المشهورة؛ علاقة النفس بالبدن، وضرورة سيطرة الأولى على الثاني، تعبيرا عن قوة الإرادة وقدرتها على السيطرة، ليس فقط على الانفعالات كما هو الحال عند ديكارت واسبينوزا، بل أيضا على الوظائف الحيوية للبدن، وهو أضعف الأقسام الثلاثة في الكتاب. كما أنه يعتمد على تجارب كانط الشخصية وعاداته في الطعام والشراب والنوم والاستيقاظ، ولا يقدم بناء نظريا موضوعيا لمظاهر هذا الصراع، كما فعل في القسم الأول، في الصراع بين كلية الفلسفة وكلية اللاهوت.
وقد كتب كانط هذا الجزء بمناسبة إهداء الأستاذ هوفلاند
Hufland
كتابه «فن إطالة الحياة الإنسانية» إلى كانط، وقراءة كانط هذا الكتاب، ثم الرد عليه والتعليق على الأفكار التي وردت فيه؛ لذلك يصدر كانط هذا الجزء بخطاب شكر للمؤلف يبين فيه قيمة هذا الكتاب، وهو أنه يعالج جسم الإنسان خلقيا كعضو متجه نحو الأخلاق مثبتا بذلك أن الحياة الخلقية تكمل الحياة البدنية. وقد وصل المؤلف إلى هذه النتيجة عن طريق البحث العلمي استقراء، وليس عن طريق المبادئ الخلقية استنباطا. ويبين أنه يمكن الوصول إلى هذه الغاية عن طريق علم التغذية
Diététique
أي سلبيا عن طريق الوقاية من الأمراض قبل وقوعها. وذلك يتطلب ملكة فلسفية أو قدرات إرادية في مقابل فن العلاج
Bog aan la aqoon