Diraasaad ka ku Saabsan Muqaddimah Ibn Khaldun
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Noocyada
ويتبين مما تقدم أن «كتاب» التعريف بابن خلدون يجب أن يعتبر مؤلفا من قسمين حسب تاريخ كتابة وقائعه؛ القسم الأول يتألف مما كان كتب قبل سنة 1395 / 797، ويشغل 278 صفحة، والقسم الثاني يتألف مما كتب بعد التاريخ المذكور، ويشغل 106 صفحات.
وكان القسم الأول ينتهي بالعبارات التالية بعد عبارة: «لهذا العهد الفاتح سبع وتسعين»: «وقد نجز الغرض مما أردت إيراده في هذا الكتاب، والله الموفق لرحمته بالصواب ، والهادي إلى حسن المآب، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله والأصحاب، والحمد لله رب العالمين» (كتاب العبر، بولاق ج7، ص462).
ومن الطبيعي أن ابن خلدون حذف هذه العبارات الختامية عندما واصل كتابة ترجمته، وألحق ما كتبه بعد ذلك بما كتبه قبلا.
ومما يلفت النظر أن ابن خلدون في هذا القسم الأخير من كتاباته عاد إلى بعض ما كان كتبه قبلا وزاده تفصيلا.
مثلا إنه كان ذكر توليته التدريس في المدرسة القمحية في القسم الأول من «التعريف» دون تفصيل (ص253)، ولكنه بعدما أقدم على إتمام الترجمة عاد إلى هذه الواقعة، ونقل لنا الخطبة التي كان ألقاها يوم جلوسه للتدريس فيها (ص285-293)، وكذلك دون الخطبة التي أنشأها في مفتتح التدريس في المدرسة الظاهرية (ص286-293)، مع أنه كان تولى التدريس فيها قبل سنة 797 / 1395، كما أنه تكلم عن خطبة الافتتاح التي ألقاها في مدرسة صلغتمش (صرغتمش)، وعاد إلى ذكر توليته منصب القضاء، وتكلم عن تعيينه إلى مشيخة خانقاه بيبرس وعزله منها، وكتب تفاصيل فتنة الناصري التي كانت سببا لهذا العزل، مع أن كل ذلك كان حدث قبل التاريخ الذي اختتم به كتاب التعريف، عندما أرسل نسخة من مؤلفه إلى سلطان المغرب.
ونستطيع أن نقول لهذه الأسباب: إن الخاتمة التي ذكرناها آنفا يجب أن تعتبر بمثابة «الحد الفاصل» بين ما كتبه قبل سنة 797 هجرية، وبين ما كتبه بعدها، لا بين ما حدث قبل ذلك التاريخ وبين ما حدث بعده. •••
هذا ونحن نلاحظ أن الأبحاث المسرودة في القسم الأول أيضا لم تكتب دفعة واحدة، بل كتبت في أوقات مختلفة، كما أن الكتابات الجديدة لم تلحق بالقديمة حسب أوقات كتاباتها، بل إنها أدخلت في بعض الأحيان بين الفقرات والمباحث المكتوبة قبلا.
ولذلك نجد في «التعريف» كثيرا من الأبحاث المتكررة، ونلاحظ أن المؤلف يذكر بعض الأمور في محل، ثم يعود إلى نفس الأمور في محل آخر، ويكررها تارة مع تفصيل، وطورا مع تلخيص.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما جاء في كتاب التعريف عن تراجم بعض العلماء؛ فإن ابن خلدون يدون تراجم أحوال هؤلاء؛ أولا عندما يذكر أسماء الأساتذة الذين درس عليهم، ثم يكرر ترجمة بعضهم بتفصيل أوفى بمناسبة القصيدة التي أنشدها أحد شعراء تونس في حضرة السلطان، ذاكرا فيها أسماء العلماء الذين وفدوا معه، ولذلك نجد أن ترجمة الآبلي - مثلا - مذكورة أولا في ص21-22، ثم في ص33-38، كما نجد ترجمة عبد المهيمن مسطورة أولا في ص20، ثم في ص38-41.
إن أمثال هذه الأبحاث المكررة كثيرة في كتاب «التعريف بابن خلدون». •••
Bog aan la aqoon