Diraasaad ka ku Saabsan Muqaddimah Ibn Khaldun
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Noocyada
رحل ابن خلدون إلى الأندلس عن طريق سبتة فجبل الفتح (الذي يعرف الآن باسم جبل الطارق).
وأما سبب اختياره الأندلس؛ فيعود إلى التعارف الذي حصل بينه وبين سلطان غرناطة عندما كان في فاس، ولا سيما إلى أواصر الصداقة والمودة التي كانت انعقدت بينه وبين الوزير لسان الدين ابن الخطيب خلال إقامته هناك.
كان السلطان أبو عبد الله ثالث ملوك بني الأحمر، وكان خلع خلال ثورة قامت عليه، والتجأ إلى المغرب مع وزيره لسان الدين، ولكنه بعد مدة استطاع أن يعود إلى الأندلس، وأن يسترجع عرشه من المستولين عليه.
كان ابن خلدون تعرف إلى السلطان والوزير معا خلال إقامتهما في فاس، وساعدهما مساعدة فعلية بفضل تأثيره على رجال الدولة، كما أنه كان تولى رعاية عائلة لسان الدين بعد سفره مدة بقائها هناك، انتظارا إلى انتهاء الاضطرابات في الأندلس.
وكانت الصداقة التي توطدت بينه وبين لسان الدين ابن الخطيب عميقة الجذور، يظهر أن كل واحد منهما قدر عبقرية صاحبه حق قدرها، وشعر نحوه بنوع من القرابة الفكرية والأخوة الأدبية؛ فارتبط الاثنان بعضهما ببعض بروابط معنوية لا تنفصم.
ولذلك كله كان يأمل ابن خلدون أن يقابل بالترحاب من السلطان ووزيره عندما يرحل إلى الأندلس.
إن الوقائع لم تخيب أمله في هذا المضمار؛ فإن السلطان والوزير رحبا به ترحيبا حارا، وهيئا له منزلا فخما يحتوي على وسائل الراحة والهناء.
ويقول ابن خلدون في ترجمة حياته: إن السلطان «نظمه في علية أهل مجلسه، واختصه بالنجي في خلوته، والمواكبة في ركوبه، والمواكلة والمطايبة والفكاهة في خلوات أنسه.»
وفي السنة التالية أوفده السلطان بالسفارة إلى ملك قشتالة؛ بغية إتمام عقد الصلح بينهما، وكان الملك المذكور استولى على إشبيلية واتخذها عاصمة لمملكته، فلما سافر ابن خلدون إليها «عاين آثار سلفه بها»، وملك قشتالة كان قد اطلع قبلا على مكانة ابن خلدون الأدبية، فاقترح عليه البقاء في خدمته ووعده بإعادة أملاك أجداده إليه إذا عمل باقتراحه، ولكن ابن خلدون رفض البقاء في إشبيلية، وعاد إلى غرناطة بعد إتمام مهمة السفارة بنجاح تام.
وسر السلطان من نجاح ابن خلدون في إتمام عقد الصلح؛ فأقطعه «قرية من أراضي السقي بمرج غرناطة».
Bog aan la aqoon