185

Diraasaad ka ku Saabsan Muqaddimah Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Noocyada

إن في مقدمة ابن خلدون آثارا بارزة لنظرات طبيعية آلية أيضا.

وكان قد لاحظ ذلك الأستاذ «ره مه مونيه»، وتأييدا لملاحظته هذه كان أشار إلى ما جاء في الفصل الذي يقرر ابن خلدون فيه بأن «كل دولة لها حصة من الأوطان لا تزيد عليها.»

في الواقع يقول ابن خلدون في الفصل المذكور ما يلي: «والعلة الطبيعية في ذلك هي أن القوة العصبية (مثل) سائر القوى الطبيعية، وكل قوة يصدر عنها فعل من الأفعال، فشأنها ذلك في فعلها، والدولة في مركزها أشد ما يكون في الطرف والنطاق، وإذا انتهت إلى النطاق الذي هو الغاية قصرت وعجزت عما وراءه.»

ثم يؤيد قوله هذا بتشبيهين يدلان على ملاحظة دقيقة في درس حوادث الطبيعة: «شأن الأشعة والأنوار إذا انبعثت من المراكز.» «والدوائر المنفسحة على سطح الماء من النقر عليه» (ص162).

إن النظرة الآلية تتجلى بوضوح تام من خلال هذه الفقرات، ولكننا نجد آثار هذه النظرة في مواضع أخرى أيضا.

لقد كتب ابن خلدون فصلا كاملا عن «أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتها في أصلها» (ص177). يبدأ الفصل بشرح ذلك قائلا: «والسبب في ذلك أن الآثار إنما تحدث عن القوة التي بها كانت أولا، وعلى قدرها الأثر.»

ثم يقول خلال الشرح والتفصيل: «إن الآثار كلها جارية على نسبة الأصل في القوة» (ص181).

ويشير ابن خلدون إلى «تنازع العصبيات»، و«تكافؤ القوى»، و«انضمام القوى وتفرقها»، في الفصل الذي يقرر «أن الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك» (ص139). ويقول فيما يقوله: «وإن غلبتها واستتبعتها التحمت بها أيضا؛ زادت قوة في التغلب إلى قوتها، وطلبت غاية من التغلب والتحكم أعلى من الغاية الأولى وأبعد، وهكذا دائما حتى تكافئ بقوتها قوة الدولة في هرمها» (ص140).

هذا ويتكلم ابن خلدون عن انضمام القوى وانفصالها بوضوح أتم من ذلك أيضا في الفصل الذي يقرر «أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها» (ص158). إذ يقول في الفصل المذكور ما يلي: «إذا حالت صيغة الدين وفسدت؛ ينتقض الأمر، ويصير الغلب على نسبة العصبية وحدها، دون زيادة الدين، فتغلب الدولة من كان تحت يدها من العصائب المكافئة لها، أو الزائدة القوة عليها، الذين غلبتهم بمضاعفة الدين لقوتها، ولو كانوا أكثر عصبية منها وأشد بداوة» (ص158).

مقدمة ابن خلدون في نظر علماء

Bog aan la aqoon