128

Diraasaad ka ku Saabsan Muqaddimah Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Noocyada

ومن الغريب أن المعنى الخاص الذي استعمل به ابن خلدون كلمة العرب كان قد لفت أنظار المستشرقين منذ مدة طويلة، حتى إن «البارون دو سلان» كان أشار إلى ذلك حينما ترجم المقدمة.

فإنه نقل كلمة العرب إلى الفرنسية كما هي، ومع ذلك كتب في المجلد الأول من الترجمة - في ذيل الفصل القائل «إن جيل العرب في الخلقة طبيعي»: «إن ابن خلدون استعمل كلمة العرب بمعنى البدو في هذا الفصل، وفي الفصول التالية.»

كما أنه كتب في المجلد الثالث من الترجمة في معظم الألفاظ الملحقة بها مقابل كلمة العرب، العبارة الصريحة التالية: «إن عرب ابن خلدون هم الأعراب.»

Les arabes d’Ibni Khaldoun, sont les arabes nomads (Vol 3 page 488).

هذا وقبل البارون دو سلان كان المترجم التركي جودت باشا أيضا قد انتبه إلى هذا المعنى الخاص، وإن لم ير لزوما لذكره بصراحة؛ لأنه لم ينقل كلمة «العرب» إلى التركية كما هي، بل نقلها - في مواضع كثيرة - على شكل «قبائل عرب»، بمعنى «قبائل العرب أو القبائل العربية». (3)

ولذلك كله يؤلمني جدا أن تبقى هذه الحقيقة الناصعة مجهولة بين قراء العربية وكتابها، وأن يستمر على إساءة فهم مقدمة ابن خلدون - من جراء ذلك - في الأحاديث والكتب والمقالات.

خاتمة

عندما أتذكر وأستعرض ما قيل وكتب، وما لا يزال يقال ويكتب حول هذه المسألة، أفكر في الكلمة التي كان قد صدر بها المفكر الشهير «مونتسكيو» الطبعة الثانية من كتابه «روح القوانين»، إنه كان لاحظ أن بعض التعبيرات التي استعملها في الطبعة الأولى قد أسيء فهمها؛ ولذلك رأى أن يوضح قصده قائلا: «إن أبحاثي وتأملاتي أوصلتني إلى أفكار وآراء جديدة، فكان لزاما علي - حينما حاولت التعبير عن تلك الأفكار والآراء - أن أستحدث بعض الكلمات الجديدة، أو أن أستعمل بعض الكلمات القديمة لمعان جديدة. إن الذين لم يفهموا ذلك عزوا إلي من الأقوال والآراء السخيفة ما لم يخطر ببالي أبدا.»

كان مونتسكيو قد عاش وكتب في عصر نهوض ترعرعت فيه الطباعة، وتنشطت فيه الحركات الفكرية بسرعة خارقة، ولهذا السبب استطاع الاطلاع على «كيفية فهم كتاباته»، فوجد سبيلا إلى تغيير بعض تعبيراته، بقصد إزالة الإبهام والالتباس منها، وإلى شرح مقاصده بقصد الدفاع عن آرائه.

لكن ابن خلدون - من سوء حظه - كان قد جاء في عصر انحطاط، حرمه عن كل ذلك.

Bog aan la aqoon