Diinta iyo Waxyiga iyo Islaamka
الدين والوحي والإسلام
Noocyada
7
وتنزيل القرآن من قبيل النوع الثالث؛ إذ هو كلام من الله بواسطة جبريل بنص القرآن نفسه في أكثر من موضع، أما فعل الوحي فقد استعمل في الأقسام الثلاثة، فيكون القرآن قد قصر اسم الوحي على ما يكون إلهاما وقذفا في النفس أو ما يكون بواسطة الملك، على حين استعمل الفعل في الدلالة على هذين القسمين وعلى كلام الله لأنبيائه بلا واسطة من وراء حجاب.
وليس في القرآن تفصيل لمعاني هذه الأقسام الثلاثة.
غير أن المفهوم من جملة الآيات أن القسم الأول غير خاص بالأنبياء؛ فقد أوحى الله إلى الحواريين وأوحى إلى أم موسى ، وذلك بناء على أن الوحي فيما ذكر مفسر بالإلهام والإلقاء في القلب. وبعض المفسرين يجعل الوحي في ذلك إعلاما بواسطة المرسلين في زمنهم كما سبق، ليخص الوحي بمعنى الإلهام بالأنبياء، وعلى كل حال فهذا المعنى روحي لا يقبل أن تتجه الأفكار فيه إلى التأويل على نحو مادي.
وأما القسم الثاني، وهو الكلام من وراء حجاب، فقد كان منذ فجر الإسلام مجالا لتنازع الآراء وتصادم المذاهب، حتى ليقول الرازي في تفسيره: إن القائلين بأن الله في مكان يستدلون بقوله:
أو من وراء حجاب .
وأما القسم الثالث، وهو إرسال الرسول الملكي إلى الرسول البشري فيوحي إليه عن الله ما أمره أن يوصله إليه؛ فإن التوفيق بين نصوص القرآن فيه لم يكن موضع وفاق دائما، وهذا النوع من الوحي هو الذي جاء القرآن من سبيله، وقد عبر عنه بنزول الملائكة، وذلك في ظاهر اللفظ حركة من الأعلى إلى الأسفل تعطي صورة مادية للملك ونزوله، وفي الآية 25 من السورة 25 (الفرقان، مكية):
ونزل الملائكة تنزيلا ، ويتسق مع هذه الصورة ما ورد في القرآن من استواء الله على العرش،
8
ومن جعل الملائكة حافين من حول العرش،
Bog aan la aqoon