جَابِيَةُ الْجَوْلَانِ جَاءَتْ فِي قَوْلِ حَسَّانَ ﵁:
إنَّ خَالِي خَطِيبُ جَابِيَةِ الْجَو
لَانِ عِنْد النُّعْمَانِ حِينَ يَقُوم
وَأَنَا الصَّقْرُ عِنْدَ بَابِ ابْنِ سَلْمَى
يَوْمَ نُعْمَانَ فِي الْكُبُولِ سَقِيمُ
قُلْت: الْجَوْلَانُ: اسْمٌ يُطْلَقُ عَلَى السَّرَاةِ الْوَاقِعَةِ جَنُوبَ غَرْبِيِّ دِمَشْقَ، وَغَرْبَ إقْلِيمِ حَوْرَانَ، وَأَعْلَى قِمَّةٍ فِيهَا تُدْعَى (جَبَلَ الشَّيْخِ)، لِأَنَّهُ - أَبَدًا - مُغَطًّى بِالثَّلْجِ، وَكَانَ يُدْعَى «حَارِثَ الْجَوْلَانِ».
قَالَ النَّابِغَةُ:
بَكَى حَارِثُ الْجَوْلَانِ مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ،
وَحَوْرَانُ مِنْهُ مُوحِشٌ مُتَضَائِلُ
وَقَالَ حَسَّانُ:
هَبِلَتْ أُمُّهُمْ، وَقَدْ هَبِلَتْهُمْ، ... يَوْمَ رَاحُوا لِحَارِثِ الْجَوْلَانِ
وَالْجَوْلَانُ بِالنِّسْبَةِ إلَى دِمَشْقَ مِثْلُ الْهَدْأَةِ بِالنِّسْبَةِ إلَى الطَّائِفِ. وَقَدْ احْتَلَّ الْيَهُودُ الْجَوْلَانَ سَنَةَ ١٣٨٧ هـ ١٩٦٧ م، وَلَا زَالُوا مُصِرِّينَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِهَا.
أَمَّا الْجَابِيَةُ الْمَشْهُورَةُ فَهِيَ شَمَالَ بَلْدَةِ الصَّنَمَيْنِ، وَلَهَا تَلٌّ يُعْرَفُ بِتَلِّ الْجَابِيَةِ، أَيْ قَرِيبَةٌ مِنْ الْجَوْلَانِ، وَهُنَاكَ خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَبَابُ الْجَابِيَةِ: أَيْضًا: بِدِمَشْقَ، وَهُوَ غَيْرَ مَا تَقَدَّمَ.
وَفِي يَوْمِ ١٨ صَفَرٍ سَنَةَ ١٤٠٢ هـ الْمُوَافِقُ ١٤ كَانُونَ الْأَوَّلَ