وقمع قماص الرباب بطعنة ... لها عاند يشفى صدى من تخيما
أبو اليقظان قال: نافر رجل من بني ذهل بن ثعلبة رجلًا من بني شيبان بن ثعلبة إلى أعشى همدان فقال الأعشى: لست منفردًا واحدًا منكما، ولكن سأسألكما فقولا في ذلك ما يبين: من أيكما كان المثنى بن حارثة الذي افتتح السواد، وساد في الجاهلية والإسلام وبلغ عطاؤه ألفين وخمسمائة؟ قال الشيباني: منا.
قال: فمن أيكما عوف بن النعمان الذي كان يدعى الخيار في الجاهلية لوفائه وبلغ عطاؤه ألفين وخمسمائة؟ قال الشيباني: منا.
قال: فمن أيكما مصقلة بن هبيرة الذي أعتق في غداة سبعمائة؟.
قال الشيباني: منا.
قال: فمن أيكما قطبة بن زرارة الذي أغار على الأبلة وما وليها؟ قال الذهلي: منا.
قال فمن أيكما علباء بن الهيثم صاحب راية ربيعة وكندة يوم المل وعزل الأشعث بن قيس؟ قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما حسان بن محدوج المقتول يوم الجمل ومعه راية ربيعة وكندة؟ قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما مجزأة بن ثور بشر المسلمين بنفسه يوم الأهواز وفتحها الله على وجهه؟.
قال الذهلي: منا.
قال فمن أيكما شقيق بن ثور الذي ساد قومه أربعين سنة فأول رافد بنفرية أهل العراق؟ قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما سويد بن منجوف الذي كان أعظم العرب وفادة وأحسنهم شفاعة وخير شريف قوم ليتيم وأرملة؟ قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما مرئد بن ظبيان الذي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوهب له أسرى بكر بن وائل، وكتب معه كتابًا إليهم أن أسلموا تسلموا؟ قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما بشير ابن الخصاصية المهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما خالد بن المعمر الذي حقن الله به دماء ربيعة؟.
قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما حضين بن منذر صاحب راية صفين؟.
قال الذهلي: منا.
قال: فمن أيكما عبد الله بن الأسود المهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟.
قال الذهلي: منا.
قال: فضجر الشيباني، وقال: حفت علي.
قال: هو كما أقول لكما فإن كنت حفت فأخروا صاحبكم من حيث طرحه صاحبكم، يعني بذلك الحارث بن وعلة الذهلي، وقيس بن مسعود بن خالد الشيباني. وكان كسرى أطعم قيسا السواد على أن يكفيه العرب. قال فأتاه الحارث بن وعلة فاستجداه فلم يعطه شيئًا فأغار على بعض السواد فانتهبه، فكتب كسرى إلى قيس بن مسعود زعمت أنك تكفيني العرب جئني بهذا الرجل؟ فلم يقدر عليه فحبسه في سجنه حتى مات.
أبو عبيدة عن أبي عمرو قال: قال عبد الملك بن مروان: حي من أشعر الناس وأجود الناس وأنكح الناس إياد، فأما الشاعر فأبو داؤد، وأما الجواد فكعب بن مامة، وأما الآخر فابن القر.
أبو الحسن المدائني قال: سئل الشعبي عن اليمن فقال: سيفها قضاعة وفرسانها همدان، ولسانها مدحج، وملوكها كندة ولكل قوم قريش، وقريش اليمن الأنصار.
عوانة بن الحكم الكلبي قال: قال محمد بن عمير الرازي: ما سموت إلى غاية شرف إلا نازعنيها رجل من مذحج حتى تمنيت هلاك مذحج فلما تذللت مذحج يعلم الله تمنيت الموت لزيد الوضيع وتشرفهم وتذلل أهل الفضل وسقوطهم.
الأصمعي قال: قيل لرجل من بني الحارث بن كعب كيف قويتم على محاربة العرب، قال: لمن نكن قليلا فنتخاذل، ولا كثيرا فنتكل، ولا نبدأ أحد بظلم، ونصبر بعد صبر الناس.
قال: وذكر ابن سمعان قال: أقبل نفر من الأصنار حتى وقفوا على دغفل بعد ما عمى فقال: من القوم؟ قالوا: أشراف اليمن؟ قال: دغفل أهل ملكها القديم وحسبها العميم كندة؟ قالوا: لا.
قال: فأهل شرفها المذكور وبيتها المعمور آل ذي يزن.
قالوا: لا.
قال: فالطوال قضبا الممحصون نسبا بنو عبد المدان.
قالوا: لا.
قال: فأقودها للزحوف، وأحزمها للعيوف، وأضربها بالسيوف رهط عمرو بن معدى كرب؟.
قالوا: لا.
قال: فأطيبها فناء وأعجلها قراء رهط حاتم؟ قالوا: لا.
قال: فالقائلون بالعدل الغارسون للنخل والمطعمون في المحل الأنصار.
قالوا: نعم.
تم الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصبحه وسلم.
1 / 26