Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Noocyada
ومن خلال هذا المنهج الذي التزمه المؤلف عليه السلام واستقراء الكتاب من أوله إلى آخره على ضوئه، نجده قد أتى في شرحه لكلام أمير المؤمنين عليعليه السلام الوارد في كتاب نهج البلاغة، بطراز رائع ونموذج جميل، وأداء تميز به عن غيره من شروح نهج البلاغة، فهو لا يقسم كلام أمير المؤمنين إلى فصول بحيث يشتمل كل فصل على قطعة كبيرة من الكلام المزمع شرحه ثم يردف كل فصل بشرحه، كما أنه أيضا لم يقتصر على تفسير بعض الألفاظ ويترك بعضها، بل على العكس من ذلك يفسر ويشرح مفردات كل خطبة أو كتاب أو حكمة قصيرة من أولها إلى آخرها شرحا دقيقا، فهو أولا يورد عنوان كل خطبة أو كتاب، ثم يورد على إثره النص والشرح، مراعيا في طريقته لتقسيم نصوص كلام أمير المؤمنين عليعليه السلام إلى فقرات أو عبارات غالبا ما تكون قصيرة أو كلمات مفردة، فيردف كل جزء منها بالشرح، وذلك بشكل منتظم ومتتابع من أول النص إلى آخره، فيبتدئ من أول النص بأن يورد منه قطعة أو لفظة مركبة -كما قال- فيشرحها حتى إذا انتهى من شرحها انتقل إلى التي تليها مباشرة فيوردها ثم يشرحها، وهكذا في جميع مراحل الكتاب من أوله إلى آخره، وكذا بنفس الطريقة في شرح الحكم القصار.
Bogga 37