Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Noocyada
(واطمأنت صفاتهم): أي استقرت ورسخت، والصفاة: صخرة ملساء واستعاره منها، [وفي المثل: فلان لا تبدى صفاته إذا كان بخيلا، وإنما استعاره منها] (1) لما فيها من الرسوخ والاستقرار في مقرها.
(أما والله إن كنت لفي ساقتها): الضمير في ساقتها للصفاة والقناة، والساقة: مؤخر الجيش، وإن هاهنا هي المخففة من الشديدة، واللام جيء بها للفرق بينها وبين النافية، واسمها محذوف وتقديره: إني لفي ساقتها.
(حتى تولت بحذافيرها): أراد حتى استقر الإسلام وتأيد الدين ورسخت أصوله، والحذافير: أطراف الشيء وأعاليه، والمراد بأسرها.
(ما عجزت): العجز: نقيض القدرة.
(ولا جبنت): ذللت عن ملاقاة الأعداء ومنازلة الشجعان من أهل الشرك وعبدة الأوثان.
(وإن مسيري هذا): أراد أن مغاري هذا وحربي لأهل الشام.
(لمثلها): الضمير للساقة التي تقدم ذكرها، وأراد أن قتال هؤلاء معي كقتالي لأولئك(2) مع رسول الله.
سؤال؛ كيف قال: إن قتال هؤلاء معي(3) مثل قتال من كان في زمن الرسول، والمعلوم أن هؤلاء من أهل القبلة، وأقصى ما في ذلك أنهم فساق تأويل فكيف قال: إن قتالهم مثل أولئك؟
وجوابه؛ أنه لما أراد المماثلة في كونه حقا مقطوعا بقتالهم وواجب عليه، لا في كونهم كفارا، فالمعلوم من حاله أنه ما عاملهم معاملة الكفار في السبي وسائر الأحكام الكفرية، وإنما عاملهم معاملة البغاة.
(فلأنقبن الباطل): نقب الشيء إذا خرقه.
(حتى يخرج الحق من جنبه): وهذا منه تمثيل؛ لأن يكون [الحق] (4) مغطى عليه فلا يخرج إلا بالنقب والخرق، والجنب هو الجانب للشيء.
Bogga 314