Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Noocyada
وجوابه؛ أن الاستباق إنما يكون في أمر محبوب، وغرض مطلوب فلهذا خصه بالجنة، وجعل الغاية للنار؛ لأن الغاية هي منقطع الشيء، وقد ينتهي إليها من يسره الانتهاء، ومن لايسره الانتهاء، فلهذا خص الغاية بالنار كالمصير والمآل، فلا جرم خالف(1) بين اللفظين لما يرى من اختلاف المعنيين.
(أفلا تائب من خطيئته): أفلا يوجد مقلع من عمل(2) الخطايا.
(قبل منيته): قبل موته، والمنية: الموت، ومراده قبل حضور وقت موته فتنقطع توبته.
(ألا عامل لنفسه): بالاغتنام من الأعمال الصالحة.
(قبل يوم رمسه): قبل أن يكون مقبورا، والرمس: القبر.
(ألا وإنكم في أيام أمل): وهو ما تستقبلونه(3) فيما يأتي من أعماركم.
(من ورائها أجل): غايتها ومنقطعها آجال مقدرة بعدها ينتهى(4) إليه.
(فمن عمل في أيام أمله(5)): فمن عمل في هذه الأيام التي هي مضروبة للإمهال.
(قبل حضور أجله): وهو في سعة من عمره قبل حضورالموت، وإنما قال: قبل حضور أجله؛ لأن ما يكون من التوبة في حال الموت فهي غير مقبولة، لمكان الإلجاء بمشاهدة الملائكة وتحقق أحوال الآخرة، ولهذا سوى الله بين من يموت كافرا وبين من يتوب هذه التوبة، حيث قال: {وليست التوبة....}إلىآخرالآية(6) [النساء:18].
Bogga 293