Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Noocyada
(12) ومن كلام له عليه السلام لما ظفر بأصحاب الجمل
وقد قال له بعض أصحابه: وددت أن أخي فلانا كان شاهدا ليرى ما نصرك الله على أعدائك، فقال عليه السلام:
(أهوى أخيك كان معنا؟ فقال: نعم): يريد إذا كان أخوك يحبنا ومواليا لنا، فلما قال[له] (1): نعم.
(قال: فقد شهدنا والله): يعني أن أمره إذا كان على ما قلناه من المحبة والولاية فهو كمن شهدنا في عسكرنا ونصرنا، وفي هذا دلالة على أن الولاية توجب الكون من الجملة، كما قال تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}[المائدة:51].
(ولقد شهد نا في عسكرنا هذا قوم في أصلاب الرجال، وأرحام النساء): أراد أن من كان مواليا لنا، وكانت عقيدته في حرب هؤلاء كعقيدتنا فهو في الحقيقة كأنه موجود معنا، وإن كان غير موجود الآن بأن يكون منيا في أصلاب الرجال، ونطفا في قرارات(2) أرحام النساء.
(سيرعف بهم الزمان): الرعاف: الدم الخارج من الأنف، ورعف القلم إذا سال منه المداد، وهذه استعارة رشيقة، وهي من لطائف(3) استعاراته المعجبة.
(ويقوى بهم الإيمان): لما يقع بهم من نصرة الدين، وتقوية
قواعده.
(13) ومن كلام له عليه السلام في ذم البصرة وأهلها
(كنتم جند المرأة): أراد بالمرأة عائشة، وفي هذا الكلام تعريض بضعف أحلامهم وركة عقولهم في انقيادهم لحكمها، وذلك من أوجه:
أما أولا: فلما ورد عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: ((لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))(4).
Bogga 218