138

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Noocyada

Maansada

إما: متقدم، سمى الله له من يأتي بعده من الأنبياء باسمه ولقبه.

وإما: غابر أي ماضي عرفه الله من قبله من الأنبياء.

سؤال؛ لم قال فيمن سبق: سمي، وفيمن غبر: عرف، وهلا سوى بينهما في التعريف أو التسمية من غير مخالفة بينهما؟

وجوابه؛ هو أن تعريف الشيء بصفته أكثر وأوضح من تعريفه بلقبه، لما يقع في الاسم من اللبس دون الصفة، فمن(1) سبق من الأنبياء لا يمكن تعريفه من يأتي بعده من الأنبياء إلاباللقب والاسم لاغير؛ لأنهم لم يوجدوا بعد فيعرفهم بصفاتهم، وذكر أحوالهم، وأما من ليس متقدما من الأنبياء فتعريف الله له حال من قبله من الأنبياء إنما هو بالوصف لكونه أدخل لإمكانه في حقهم، فلهذا قال عليه السلام في الأول: سمي، وفي الثاني: عرف، إشارة إلى هذه الدقيقة.

(على ذلك نسلت القرون): ذلك إشارة إلى ما تقدم من الإرسال للرسل وبعثهم لإصلاح أحوال الخلق وإرشادهم، ونسلت القرون أي: توالدوا وكثروا، وقولهم: نسلت الدابة إذا ولدت بكثرة، وعلى متعلقة بنسلت، والقرون هم: الأمم الماضية جمع قرن.

(ومضت الدهور): تقضت، وإنما سمي الدهر دهرا؛ لاجتماعه من قولهم: دهورت الشيء إذا جمعته، فلما كان عبارة عن اجتماع الأيام والسنين سمي دهرا. والدهور جمع دهر، قال:

Bogga 143