117

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Noocyada

Maansada

(ولا دسار ينتظمها): والدسار: واحد الدسر، وهو: الخيوط التي يشد بها ألواح السفينة، كما قال تعالى: {على ذات ألواح ودسر}[القمر:13] يريد مع كثرة الانتظام في تأليفها فلا يحتاج إلى ما يضمها ويرأب بين أجزائها.

(ثم زينها بزينة الكواكب): ثم لما أكمل خلقها ونظمها على نظامها العجيب أتم خلقها بنور هذه الكواكب الجارية فيها، كما قال تعالى: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب}[الصافات:6] فأما سائر السماوات فيحتمل أن تكون مكوكبة وأن تكون غير مكوكبة، والكواكب هي: هذه النجوم كلها.

(وضياء الثواقب): المضيئة: الزاهرة، من قولهم: ثقبت النار(1) إذا اتقدت وظهر نورها.

(وأجرى فيها سراجا مستطيرا): أجراه إذا جعله جاريا، وأراد بالسراج الشمس، واستطارتها: حركتها، والمستطير: الطالب للطيران من شدة الحركة وعظمها.

(وقمرا منيرا): مضيئا ذا نور، وإنما خص هذين الكوكبين من بين سائر الكواكب لما يختصان به من عظم النور فيهما، ولما جعل الله فيهما من كثرة المنافع للخلق في تصرفهم ومعايشهم.

(في فلك دائر، وسقف سائر، ورقيم مائر): الظرف متعلق بأجرى، أي وأجرى الشمس والقمر في فلك دائر، دورانه على حركة معلومة ومقدار محكم، وأراد بالسقف الفلك؛ لأنه لها كالسقف لأنها جارية فيه، وهو متضمن لها حركتها بحركته، فأما الرقيم ها هنا فإنما أراد به الفلك، وإنما وصف بالمور لكثرة حركته وشدتها في السرعة، وقد فسر قوله تعالى: {إن أصحاب الكهف والرقيم}[الكهف:9] على أوجه ثلاثة كلها صالحة ها هنا:

Bogga 122