109

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Noocyada

Maansada

(ومن قال: فيم): أتى بفي التي هي حرف يقتضي المكان والوعاء، كما يقال(1): فيم زيد في الدار أو في السوق.

(فقد ضمنه): المكان الذي دل عليه هذا الحرف، كما كان زيد مضمنا بالدار(2)، أي حاصلا فيها.

(ومن قال: علام): أتى بالحرف الدال على الاستعلاء وهو على، كما يقال: زيد على الفرس، وعمرو على السطح.

(فقد أخلى منه): لأنه إذا كان في جهة العلو فقد خلت عنه جهة السفل، ومن كان في جهة السفل فقد خلت عنه جهة العلو، وهكذا القول في جميع الجهات، فقد أتى عليه السلام بهذه الرموز الحرفية واللطائف الحكمية دلالة على تنزيهه عن الفراغات المعبر بها بالجهات، وعن الأحياز المعبر بها بالأمكنة، ثم لما فرغ منها أشار إلى كيفية وجوده، بقوله:

(كائن): لأن الكائن هو الحاصل الثابت الموجود:

(لا عن حدث): ليس حاصلا بغيره(3) كما كان في غيره من الكائنات.

(موجود): له الوجود حقيقة.

(لا عن عدم): يريد أنه وإن كان موجودا فلم يسبقه عدم، كما كان ذلك حاصلا في جميع الموجودات، فهو وإن شاركها في الوجود والثبوت فقد باينها في أن وجوده بلا أول ووجودها له أول ونهاية.

(مع كل شيء): {وهو معكم أين ما كنتم}[الحديد:4]، لأن كل من كان منزها عن الجهة فإنه لايغيب عن كل شيء، ولا يغيب عنه كل شيء، والغيبة(4) متحققة في حقه.

(لا بمقارنة): أراد أن هذه المعية وإن كانت ثابتة في حقه، فإنه لا يشابه الأشياء بمصاحبته لها وإحاطته بعلمها.

Bogga 114