Dhu Nurayn Cuthmaan Ibn Caffaan
ذو النورين عثمان بن عفان
Noocyada
وقد لبث على دخلة نفسه بعد إسلامه عام الفتح خوفا من القتل، فكان يتطلع على النبي في داره، فرآه مرة فقال: «من عذيرى من هذا الوزغة!» ثم أمر ألا يساكنه بالمدينة، فأخرج مع بنيه إلى الطائف لا يدخل المدينة ما أقام فيها عليه السلام.
ومنهم عقبة بن أبي معيط الذي كان يتربص بالنبي حتى يسجد في صلاته فيلقي على رأسه سلا الشاء أو يطأ على عنقه الشريفة، كما قال النبي في يوم بدر: «إنه وطئ على عنقي وأنا ساجد، فما رفعت حتى ظننت أن عيني قد سقطتا.» وكان أحد الأسرى الذين قتلوا ببدر لشدة ما ابتلى به المسلمون من أذاهم قبل الهجرة، وفي بيت عقبة هذا أقام عثمان زمنا؛ لأنه تزوج من أمه بعد موت أبيه في صباه.
وتصدى للنبي عليه السلام كثيرون غير هذين من قرابة عثمان وخاصة أهله، ولم يدخل في الإسلام أحد من بني أمية قبله مع هذه العداوة في أسرته كلها وفي خاصة قرابته منها، فله من فضل هذه السابقة ما ليس لأحد السابقين إلى قبول الدعوة المحمدية.
ولما أسلم رضي الله عنه أخذه عمه الحكم، فأوثقه رباطا وعذبه، وأقسم لا يخلينه أو يدع ما هو فيه؛ فأقسم لا يدعنه أبدا، وصبر على العذاب حتى يئس منه عمه فأخلاه.
وروي في سبب إسلامه أن أبا بكر شرح له قواعد الإسلام وهداية الدين الجديد وأنس منه خشوعا وتفكيرا؛ فقال له: «ويحك يا عثمان، والله إنك لرجل حازم، ما يخفى عليك الحق من الباطل. ما هذه الأوثان التي تعبدها وقومك؟ أليست حجارة لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟» فراجع نفسه وقال: «بلى، والله إنها لكذلك»؛ فدعاه أبو بكر إلى لقاء النبي ولقيه، فقال له عليه السلام: «يا عثمان، أجب الله إلى جنته.» قال عثمان: «فو الله ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية.»
ومن المتواتر أن عثمان كانت له خالة اسمها سعدي بنت كريز تتكهن وتتعبد، ونقل عنها أنها هنأته بإسلامه وزواجه، فقالت:
هدى الله عثمان الصفي بقوله
فأرشده والله يهدي إلى الحق
فبايع بالرأي السديد محمدا
وكان ابن أروى لا يصد عن الصدق
Bog aan la aqoon