عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال له رجل حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفظته، وذكرته عن ربه ماحدثك به (1) . قال: نعم. ثم بكى معاذ حتى ظننت أنه لايسكت، فقلت: ألا تسكت ؟ ثم سكت، فقال (2) : بأبي وأمي حدثني وأنا رديفه فبينما (3) نحن نسير إذ رفع بصره (4) إلى السماء، فقال: ))الحمدلله الذي يقضي في خلقه ما أحب (( . فقال: ))يامعاذ (( . قلت: لبيك يا رسول الله سيد المؤمنين. قال: ))يامعاذ (( قلت: لبيك يا رسول الله إمام الخير ونبي الرحمة. قال: ))أحدثك حديثا ماحدث به نبي أمته، إن حفظته نفعك عيشك، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله (( . ثم قال: ))إن الله جل وعلا خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السماوات، لكل سماء ملك، قد (5) جللها بعظمها وجعل على كل باب سماء منها ملكا منهم بوابا.
فتكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسي، ثم ترفع الحفظة عمل العبد، له نور كنور الشمس، حتى إذا بلغ إلى سماء الدنيا فتزكيه وتكثره، فيقول [الملك البواب]: قف، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه [وقل: لاغفر الله له]، فإنه أراد بهذا العمل عرض الدنيا، لا أدع عمله يجاوزني، أنا ملك صاحب الغيبة، من اغتاب لم أدع عمله يجاوزني إلى غيري، أمرني ربي بذلك.
ثم يجيء من الغد ومعه عمل صالح، فيمر به ويزكيه ويكثره، حتى يبلغ به الملك إلى السماء الثانية، فيقول: قف، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، فإنه أراد بهذا العمل عرض الدنيا، لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، أمرني ربي بذلك.
Bogga 43