244

Dabaqadaha Suufiyiinta

طبقات الصوفية

Tifaftire

مصطفى عبد القادر عطا

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

بيروت

وَبِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ الشبلي
(وَمن أَيْن لي أَيْن وَإِنِّي كَمَا ترى ... أعيش بِلَا قلب وأسعى بِلَا قصد)
سَمِعت عبد الله بن عَليّ الطوسي يَقُول سَمِعت أَبَا الطّيب العكي يَقُول جَاءَ رجل إِلَى الشبلي فَقَالَ كم تهْلك نَفسك بِهَذِهِ الدعاوي وَلَا تدعها فَأَنْشَأَ يَقُول متمثلا
(إِنِّي وَإِن كنت قد أَسَأْت بِي الْيَوْم ... لراج الْعَطف مِنْك غَدا)
(أستدفع الْوَقْت بالرجاء وَإِن ... لم أر مِنْك مَا أرتجي أبدا)
(أعز نَفسِي بكم وأخدعها ... نفس ترى الغي فِيكُم رشدا)
سَمِعت أَبَا الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي يَقُول كنت وَاقِفًا على حَلقَة الشبلي فِي جَامع الْمَدِينَة فَوقف سَائل على حلقته وَجعل يَقُول يَا الله يَا جواد فتأوه الشبلي وَصَاح فَقَالَ كَيفَ يمكنني أَن أصف الْحق بالجود ومخلوق يَقُول فِي شكله
(تعود بسط الْكَفّ حَتَّى لَو أَنه ... ثناها لقبض لم تجبه أنامله)
(تراك إِذا مَا جِئْته متهللا ... كَأَنَّك تعطيه الَّذِي أَنْت سائله)
(وَلَو لم يكن فِي كَفه غير روحه ... لجاد بهَا فليتق الله سائله)
(هُوَ الْبَحْر من أَي النواحي أَتَيْته ... فلجته الْمَعْرُوف والجود ساحله)
ثمَّ بَكَى وَقَالَ بلَى يَا جواد فأنك أوجدت تِلْكَ الْجَوَارِح وَبسطت تِلْكَ الهمم ثمَّ مننت بعد ذَلِك على أَقوام بعز الِاسْتِغْنَاء عَنْهُم وَعَما فِي أَيْديهم بك فَإنَّك الْجواد كل الْجواد لأَنهم يُعْطون عَن مَحْدُود وعطاؤك لَا حد لَهُ وَلَا صفة فيا جواد يَعْلُو كل جواد وَبِه جاد كل من جاد

1 / 263