(أَمُوت وَمَا مَاتَت إِلَيْك صبابتي ... وَلَا قضيت من صدق حبك أوطاري)
(مناي المنى كل المنى أَنْت لي مني ... وَأَنت الْغَنِيّ كل الْغنى عِنْد إقتاري)
(وَأَنت مدى سؤلي وَغَايَة رغبتي ... وَمَوْضِع آمالي ومكنون إضماري)
(تحمل قلبِي فِيك مَا لَا أبثه ... وَإِن طَال سقمي فِيك أَو طَال إضراري)
(وَبَين ضلوعي مِنْك مَا لَك قد بدا ... وَلم يبد باديه لأهل وَلَا جَار)
(وَبِي مِنْك فِي الأحشاء دَاء مخامر ... وَقد هدمني الرُّكْن وانبث إسراري)
(أَلَسْت دَلِيل الركب إِن هم تحيروا ... ومنقذ من أشفى على جرف هاري)
(أنرت الْهدى للمهتدين وَلم يكن ... من النُّور فِي أَيْديهم عشر معشار)
(فنلني بِعَفْو مِنْك أَحْيَا بِقُرْبِهِ ... اغثني بيسر مِنْك يطرد إعساري)
قَالَ وَسمعت ذَا النُّون يَقُول لَئِن مددت يَدي إِلَيْك دَاعيا لطالما كفيتني سَاهِيا أأقطع مِنْك رجاي بِمَا عملت يداي حسبي من سُؤَالِي علمك بحالي
وَبِه قَالَ ذُو النُّون كل مُدع مَحْجُوب بِدَعْوَاهُ عَن شُهُود الْحق لِأَن الْحق شَاهد لأهل الْحق لِأَن الله هُوَ الْحق وَقَوله الْحق وَلَا يحْتَاج أَن يَدعِي إِذا كَانَ الْحق شَاهدا لَهُ فَأَما إِذا كَانَ غَائِبا فَحِينَئِذٍ يدعى وَإِنَّمَا تقع الدَّعْوَى للمحجوبين
1 / 31