353

Dhayl Wa Takmila

السفر الخامس من كتاب الذيل

Tifaftire

إحسان عباس

Daabacaha

دار الثقافة

Lambarka Daabacaadda

١

كلما هب من صباه عليل ... وتداوى بها العليل آفاقا
حكم السعد بالأحبة فيه ... بكؤوس الوصال أن تتساقى
ثم كرت للدهر عادة سوء ... شق فيها خطب النوى حين شاقا
شتت الشمل بعد طول اجتماع ... وسقا للفراق كأسًا دهاقا
وأعاد الأوطان قفرًا ولكن ... قد أعاد القطان منها الرفاقا
ليت شعري والعيس تطوي الفيافي ... أشآمًا تنوي بنا أم عراقا
يا حداة الحمول رفقًا بصب ... بلغت نفسه السياق إشتياقا
آه من شجوه وآه لبين ... ألزم النفس لوعة واحتراقا هذه يا سيدي استراحة من فؤاد وقذته الفرقة والقطيعة، وإستباحة لحمى الوقار بما لم تحظره الشريعة، فقديمًا تشوكيت الأحزان، وتبوكيت الأوطان، وحن المشتاق، وعن له من الوجد ما لا يطاق، فاستوقف الركب لشكوى البلابل، واستوكف السحب لسقيا المنازل، وفدى الركب وإن زاده كربا (١)، ومن له أن يكب لاثمًا له تربًا، حسبه دموع تفيض مجاريها، ونجوم يساهرها ويساريها:
ألف السهاد فشأنه إدمانه ... واستغرقت أحيانه أشجانه
وشكا جفاء الطيف إذ لم يأته ... هل ممكن ما لم ينم إتيانه

(١) من قول المتنبي:
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا ... فإنك كنت الشمس للشرق والغربا

1 / 358