فليصنع الدهر بي ما شاء مجتهدا ... فلا زيادة شيء فوق ما صنعا
فقال والله لأعيننك فأعطاه عشرة آلاف دينار.
وحكى بعضهم قال دخلنا إلى دير هرقل فنظرنا إلى مجنون في شباك وهو ينشد شعرا فقلنا له أحسنت فأومأ بيده إلى حجر يرمينا به وقال لمثلي يقال أحسنت ففررنا منه فقال أقسمت عليكم إلا ما رجعتم حتى أنشدكم فإن أنا أحسنت فقولوا أحسنت وإن أنا أسأت فقولوا أسأت فرجعنا إليه فأنشد يقول:
لما أناخوا قبيل الصبح عيسهم ... وحملوها وسارت بالدمى الإبل
وقلبت بخلال السجف ناظرها ... ترنو إلي ودمع العين ينهمل
وودعت ببنان زانها عنم ... ناديت لاحملت رجلاك يا جمل
يا حادي العيس عرج كي أودعهم ... يا حادي العيس في ترحالك الأجل
إني على العهد لم أنقض مودتهم ... يا ليت شعري لطول البعد ما فعلوا
فقلنا له ماتوا فقال وأنا والله أموت ثم شهق شهقة فإذا هو ميت.
قيل لما وفد المهدي من الري إلى العراق امتدحه الشعراء فقالوا أبو دلامة:
إني نذرت لئن رأيتك قادما ... أرض العراق وأنت ذو وفر
لتصلين على النبي محمد ... ولتملأن دراهما حجري
Bogga 287