الطويلة في السلك العسكري، التي شهد خلالها ثلاثة حروب وتولى رئاسة المخابرات العامة في 1975، ووزارة الدفاع في 1978، ثم وزارة الخارجية وأخيرا رئاسة الوزارة، وكان مسئولا عن المفاوضات العسكرية والسياسية مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد.
الرئيس
مبارك : «التنمية الشاملة سارت في كل نواحي الحياة بسواعد من عملوا في كافة مواقع الإنتاج بروح الفريق الواحد المتكامل وتحت شعار الإخلاص.»
3
لم يكن ماراثون البث وحده هو المسئول عن تدفق إفرازات ذات الدمعية؛ فالغدد الدقيقة القابعة خلف عينيها (اللتين طالما أطرى عبد المجيد جمالهما أيام بركة البط) كانت تنشط بفعل عوامل كثيرة متنوعة من قبيل صعود ابنة خالتها عفاف من شقة البدروم الرطبة إلى أخرى تدخلها الشمس وتطل على البحري، وزواج زينب بلا شقة وسفرها إلى الخليج مباشرة، ثم عودتها بسيارة فارهة وديب فريزر يتسع لاحتياجات مطعم كامل. وانتقال منال من أمريكا إلى جنيف بعد أن أصبح زوجها الدكتور من خبراء الأمم المتحدة. وتغيير هناء لفرش شقتها تغييرا شاملا، ابتداء من ورق الجدران الملون إلى استبدال إيديال 10 قدم بوستنجهاوس 20 قدما، وتليمصر 16 بوصة بناشيونال 26 بوصة.
ولماذا نذهب بعيدا في البحث؟ فالشارع الذي كان هادئا ظليلا عندما قطنته؛ امتلأ بالدكاكين وورش السيارات، وغطته مياه المجاري والقاذورات، والأرض الفضاء المجاورة التي كان مخططا لها أن تصبح حديقة صارت مزبلة، والعمارة نفسها اسود لون جدرانها، وتحطم زجاج منورها، واحتلت القطط سلمها.
فبسبب هجرة العمالة سعيا وراء قمامة الخليج الثمينة، تراكمت القمامة المحلية في الصفائح المتروكة أمام أبواب الشقق؛ مما أتاح للقطط إقامة مهرجانات صاخبة تستمر طول الليل، وتتبعثر محتويات الصفائح على أثرها (على نطاق أكبر مما يحدثه الزبال أثناء تفريغها)، وبصورة تجبر السكان على توخي الحذر أثناء الصعود والهبوط، والسير فوق أطراف الأصابع، مع شد ذيول البناطيل والفساتين، دون أن يفكر أحد منهم في التعرض لرزق القطط، فيما عدا ذات.
علينا أن نفترض (من منطلق الأمانة لتراثنا القومي) أن ذات مريضة، أو على الأقل غير طبيعية، أو أنها، بضغط الظروف، قررت أن تعمل بالقاعدة الذهبية للبث، التي تنص على صناعة مادته ولا انتظارها. المهم أنها تحدثت إلى البواب الكهل (القادم من أقاصي الصعيد حيث يتمتع بمكانة مبعثها منصبه في القاهرة) عدة مرات؛ في المرة الأولى أعلن أنه ليس مسئولا عن تنظيف السلم إلا مرة واحدة في الأسبوع، وفي الثانية اقترح وضع السم للقطط فرفضت بشدة، وفي الثالثة اتفقا على أن يتم استبدال الصفائح المعدنية بجرادل بلاستيكية مزودة بالأغطية، وفقا لبرنامج زمني تمكنت القطط خلاله من التدريب على إزاحة الأغطية، وفي الرابعة قررا الدعوة إلى اجتماع عام لبحث الأمر من كافة جوانبه.
بعد تحضير طويل واتصالات مكثفة، انعقد الاجتماع الأول والأخير في تاريخ العمارة، بشقة ضابط الشرطة (فتهيأت له بذلك حصانة كافية في مواجهة قانون الطوارئ)، وحضره كافة السكان (من الرجال بالطبع)، عدا أصحاب الشقة المفروشة وقاطنيها، وموظف وزارة الزراعة الذي رفض الحضور دون إبداء الأسباب، كما شارك فيه عم صادق البواب واقفا (وعاتب عبد المجيد فيما بعد على أن أحدا لم يدعه للجلوس)، واستمر عدة ساعات أسفرت عن اتفاق كامل على ثلاث نقاط؛ عدم وضع بقايا الدجاج والأسماك للقطط أمام أبواب الشقق (وهو ما كانت ذات تفعله بدافع من منهاجها في التنظيم والإدارة الذي يقضي بتقليل عنصر الهالك لأقصى حد). الامتناع عن تقديم رعاية خاصة للقطط الحوامل والوليدة على صورة أقفاص موسدة بورق الصحف أو الخرق (وهو ما كانت ذات تفعله بدافع من طيبة قلبها). دق مسامير ملوية على شكل حرف اللام (اللاتيني لا العربي بالطبع) فوق جدران السلم، إلى جوار كل شقة، وعلى علو مناسب، وتعليق جرادل القمامة فيها بحيث تصبح بعيدة عن متناول القطط.
قامت لجنة خاصة من عبد المجيد وضابط الجيش وموظف بشركة مقاولات بشراء المسامير المطلوبة وتركيبها، بينما تولى عم صادق الإشراف على استبدال الصفائح والجرادل الموجودة بأخرى تتميز بأغطية لها مقابض تسمح بتعليقها في المسامير، وفقا لجدول زمني تمكنت القطط خلاله من التدرب على القفز إلى داخل الجرادل المعلقة بعد إزاحة أغطيتها.
Bog aan la aqoon