النبي ﷺ بقوله: " الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء".
وأقبح الرياء النفاق في الدين، وأقبح النفاق ما كان في أصل الاعتقاد، وهو إظهار الإيمان مع استبطان الكفر، ولذلك جعل الله عقابهم أعظم فقال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) .
سبب اختلاف الناس في أخلاقهم
جميع الفضائل النفسية ضربان: نظري وعملي، وكل ضرب منهما يحصل على وجهين:
أحدهما: بتعلم بشري يحتاج فيه إلى زمان وتدرب وممارسة، ويتقوى الإنسان
فيه درجة فدرجة، وإن كان فيهم من يكفيه أدنى ممارسة، وفيهم من يحتاج إلى زيادة ممارسة، وذلك بحسب اختلاف الطبائع في الذكاء والبلادة.
والثاني: يحصل بفضل إلهي نحو: أن يولد إنسان فيصير من غير تعلم من البشر عالمًا كعيسى ابن مريم، ويحى بن زكريا، وغيرهما من الأنبياء ﵈ الذين حصل لهم من المعارف من غير ممارسة ما لم يحصل للأنبياء غيرهم.
وقد ذكر بعض الحكماء أن ذلك يحصل لغير الأنبياء أيضًا في الفينة بعد الفينة.
وكل ما كان بتدرب فقد يكون بالطبع كصبي يوجد صادق اللهجة، وسخيا وجريئًا، وآخر على عكس ذلك، وقد يكون بالتعلم والعادة، فمن صار فاضلًا طبعَا وعادةً
وتعلمَا فهو كامل الفضيلة، ومن كان رذلًا بثلاثتها فهو كامل الرذيلة.
1 / 104