ذمّ التَّأْوِيل
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان
١ - الْحَمد لله عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة نَافِذ الفضاء والإرادة المتفرد بتدبير الْإِنْشَاء والإعادة وَتَقْدِير الشَّقَاء والسعادة خلق فريقا للإختلاف وفريقا لِلْعِبَادَةِ وَقسم المنزلين بَين الْفَرِيقَيْنِ للَّذين أساءوا السوءى وللذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد الْمُصْطَفى وَآله صَلَاة يشرف بهَا معاده
٢ - أما بعد فَإِنِّي أَحْبَبْت أَن أذكر مَذْهَب السّلف وَمن اتبعهم بِإِحْسَان رَحْمَة الله عَلَيْهِم فِي أَسمَاء الله تَعَالَى وَصِفَاته ليسلك سبيلهم من أحب الإقتداء بهم والكون مَعَهم فِي الدَّار الْآخِرَة إِذا كَانَ كل تَابع فِي الدُّنْيَا مَعَ متبوعه فِي الْآخِرَة وسالك حَيْثُ سلك مَوْعُودًا بِمَا وعد بِهِ متبوعه من خير وَشر دلّ على هَذَا قَوْله تَعَالَى ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَولونَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَالَّذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان رَضِي الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ﴾] التَّوْبَة ١٠٠ [وَقَوله سُبْحَانَهُ ﴿وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان ألحقنا بهم ذُرِّيتهمْ﴾ [الطّور ٢١ [وَقَالَ حاكيا عَن إِبْرَاهِيم ﵇ ﴿فَمن تَبِعنِي فَإِنَّهُ مني﴾] إِبْرَاهِيم ٣٦ [وَقَالَ فِي ضد ذَلِك ﴿وَمن يُشَاقق الرَّسُول من بعد مَا تبين لَهُ الْهدى وَيتبع غير سَبِيل الْمُؤمنِينَ نوله مَا تولى﴾
1 / 8
] النِّسَاء ١١٥ [وَقَوله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعضهم أَوْلِيَاء بعض وَمن يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُم فَإِنَّهُ مِنْهُم﴾ [الْمَائِدَة ٥١ [وَقَالَ ﴿فاتبعوا أَمر فِرْعَوْن وَمَا أَمر فِرْعَوْن برشيد يقدم قومه يَوْم الْقِيَامَة فأوردهم النَّار﴾] هود ٩٧ ٩٨ [فجعلهم أتباعا لَهُ فِي الْآخِرَة إِلَى النَّار حِين اتَّبعُوهُ فِي الدُّنْيَا
٣ - وَجَاء فِي الْخَبَر أَن الله يمثل لكل قوم مَا كَانُوا يعْبدُونَ فِي الدُّنْيَا من حجر أَو شجر أَو شمس أَو قمر أَو غير ذَلِك ثمَّ يَقُول أَلَيْسَ عدلا مني أَن أولي كل إِنْسَان مَا يَتَوَلَّاهُ فِي الدُّنْيَا ثمَّ يَقُول لتتبع كل أمة مَا كَانَت تعبد فِي الدُّنْيَا فيتبعونهم حَتَّى يهوونهم فِي النَّار
٤ - فَكَذَلِك كل من اتبع إِمَامًا فِي الدُّنْيَا فِي سنة أَو بِدعَة أَو خير أَو شَرّ كَانَ مَعَه فِي الْآخِرَة فَمن أحب الْكَوْن مَعَ السّلف فِي الْآخِرَة وَأَن يكون موعودأ بِمَا وعدوا بِهِ من الجنات والرضوان فليتبعهم بِإِحْسَان وَمن اتبع غير سبيلهم
1 / 9
دخل فِي عُمُوم قَوْله تَعَالَى ﴿وَمن يُشَاقق الرَّسُول من بعد مَا تبين لَهُ الْهدى وَيتبع غير سَبِيل الْمُؤمنِينَ نوله مَا تولى﴾ الْآيَة [النِّسَاء ١١٥]
٥ - وَجعلت هَذَا الْكتاب على ثَلَاثَة أَبْوَاب
الْبَاب الأول فِي بَيَان مَذْهَبهم [وسبيلهم]
وَالثَّانِي فِي الْحَث على اتباعهم [وَلُزُوم أَثَرهم]
وَالثَّالِث فِي بَيَان صَوَاب مَا صَارُوا إِلَيْهِ وَأَن الْحق فِيمَا كَانُوا عَلَيْهِ ونسأل الله تَعَالَى أَن يهدينا وَسَائِر الْمُسلمين إِلَى صراطه الْمُسْتَقيم ويجعلنا وإياهم من وَرَثَة جنَّة النَّعيم برحمته آمين
1 / 10
فِي بَيَان مَذْهَبهم فِي صِفَات الله تَعَالَى
٦ - وَمذهب السّلف رَحْمَة الله عَلَيْهِم الْإِيمَان بِصِفَات الله تَعَالَى وأسمائه الَّتِي وصف بهَا نَفسه فِي آيَاته وتنزيله أَو على لِسَان رَسُوله من غير زِيَادَة عَلَيْهَا وَلَا نقص مِنْهَا وَلَا تجَاوز لَهَا وَلَا تَفْسِير وَلَا تَأْوِيل لَهَا بِمَا يُخَالف ظَاهرهَا وَلَا تَشْبِيه بِصِفَات المخلوقين وَلَا سمات الْمُحدثين بل أمروها كَمَا جَاءَت وردوا علمهَا إِلَى قَائِلهَا وَمَعْنَاهَا إِلَى الْمُتَكَلّم بهَا
٧ - وَقَالَ بَعضهم ويروى ذَلِك عَن الشَّافِعِي رَحْمَة الله عَلَيْهِ آمَنت بِمَا جَاءَ عَن الله على مُرَاد الله وَبِمَا جَاءَ عَن رَسُول الله على مُرَاد رَسُول الله ﷺ
٨ - وَعَلمُوا أَن الْمُتَكَلّم بهَا صَادِق لَا شكّ فِي صدقه فصدقوه وَلم يعلمُوا حَقِيقَة مَعْنَاهَا فَسَكَتُوا عَمَّا لم يعلموه وَأخذ ذَلِك الآخر وَالْأول ووصى بَعضهم بَعْضًا بِحسن الإتباع وَالْوُقُوف حَيْثُ وقف أَوَّلهمْ وحذروا من التجاوز لَهُم والعدول عَن طريقهم وبينوا لَهُم سبيلهم ومذهبهم ونرجوا أَن يجعلنا الله تَعَالَى مِمَّن اقْتدى بهم فِي بَيَان مَا بَينُوهُ وسلوك الطَّرِيق الَّذِي سلكوه
٩ - وَالدَّلِيل على أَن مَذْهَبهم مَا ذَكرْنَاهُ أَنهم نقلوا إِلَيْنَا الْقُرْآن الْعَظِيم وأخبار الرَّسُول ﷺ نقل مُصدق لَهَا مُؤمن بهَا قَابل لَهَا غير مرتاب فِيهَا وَلَا شَاك
1 / 11
فِي صدق قَائِلهَا وَلم يفسروا مَا يتَعَلَّق بِالصِّفَاتِ مِنْهَا وَلَا تأولوه وَلَا شبهوه بِصِفَات المخلوقين إِذْ لَو فعلوا شَيْئا من ذَلِك لنقل عَنْهُم وَلم يجز أَن يكتم بِالْكُلِّيَّةِ إِذْ لَا يجوز التواطؤ على كتمان مَا يحْتَاج إِلَى نَقله ومعرفته لجَرَيَان ذَلِك فِي الْقبْح مجْرى التواطؤ على نقل الْكَذِب وَفعل مَا لَا يحل بل بلغ من مبالغتهم فِي السُّكُوت عَن هَذَا إِنَّهُم كَانُوا إِذا رَأَوْا من يسْأَل عَن الْمُتَشَابه بالغوا فِي كَفه تَارَة بالْقَوْل العنيف وَتارَة بِالضَّرْبِ وَتارَة بِالْإِعْرَاضِ الدَّال على شدَّة الْكَرَاهَة لمسألته
١٠ - وَلذَلِك لما بلغ عمرا ﵁ أَن صبيغا يسْأَل عَن الْمُتَشَابه أعد لَهُ عراجين النّخل فَبَيْنَمَا عمر يخْطب قَامَ فَسَأَلَهُ عَن ﴿والذاريات ذَروا فَالْحَامِلَات وقرا﴾ [الذاريات ١٢] وَمَا بعْدهَا فَنزل عمر فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ أَنا عبد الله صبيغ قَالَ عمر وَأَنا عبد الله عمر إكشف رَأسك فكشفه فَرَأى عَلَيْهِ شعرًا فَقَالَ لَهُ لَو وَجَدْتُك محلوقا لضَرَبْت الَّذِي فِيهِ عَيْنَاك بِالسَّيْفِ ثمَّ أَمر فَضرب ضربا شَدِيدا وَبعث بِهِ إِلَى الْبَصْرَة وَأمرهمْ أَن لَا يجالسوه فَكَانَ بهَا كالبعير الأجرب لَا يَأْتِي مَجْلِسا إِلَّا قَالُوا عَزمَة أَمِير الْمُؤمنِينَ فَتَفَرَّقُوا عَنهُ حَتَّى تَابَ وَحلف بِاللَّه مَا بَقِي يجد مِمَّا كَانَ فِي نَفسه شَيْئا فَأذن عمر فِي مُجَالَسَته فَلَمَّا خرجت الْخَوَارِج أُتِي فَقيل لَهُ هَذَا وقتك فَقَالَ لَا نفعتني موعظة العَبْد الصَّالح
1 / 12
١١ - وَلما سُئِلَ مَالك بن أنس ﵁ فَقيل لَهُ يَا أَبَا عبد الله ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ [طه ٥] كَيفَ اسْتَوَى فَأَطْرَقَ مَالك وعلاه الرحضاء يَعْنِي الْعرق وانتظر الْقَوْم مَا يجِئ مِنْهُ فِيهِ فَرفع رَأسه إِلَيْهِ وَقَالَ الاسْتوَاء غير مَجْهُول والكيف غير مَعْقُول وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة وأحسبك رجل سوء وَأمر بِهِ فَأخْرج
١٢ - وَقد نقل عَن جمَاعَة مِنْهُم الْأَمر بالكف عَن الْكَلَام فِي هَذَا وإمرار أَخْبَار الصِّفَات كَمَا جَاءَت وَنقل جمَاعَة من الْأَئِمَّة أَن مَذْهَبهم مثل مَا حكينا عَنْهُم
١٣ - أخبرنَا الشَّيْخ أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد النقور أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن الطريثيثي إِذْنا قَالَ أخبرنَا أَبُو الْقَاسِم هبة الله بن الْحسن الطَّبَرِيّ قَالَ أَنبأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَفْص أَنبأَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمسلمَة حَدثنَا سهل بن عُثْمَان بن سهل قَالَ سَمِعت
1 / 13
إِبْرَاهِيم بن الْمُهْتَدي يَقُول سَمِعت دَاوُد بن طَلْحَة يَقُول سَمِعت عبد الله بن أبي حنيفَة الدوسي يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن الْحسن يَقُول اتّفق الْفُقَهَاء كلهم من الشرق إِلَى الغرب على الْإِيمَان بِالْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَ بهَا الثِّقَات عَن رَسُول الله ﷺ فِي صفة الرب ﷿ من غير تَفْسِير وَلَا وصف وَلَا تَشْبِيه فَمن فسر شَيْئا من ذَلِك فقد خرج مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِي ﷺ وَفَارق الْجَمَاعَة فَإِنَّهُم لم يصفوا وَلم يفسروا وَلَكِن آمنُوا بِمَا فِي الْكتاب وَالسّنة ثمَّ سكتوا فَمن قَالَ بقول جهم فقد فَارق الْجَمَاعَة لِأَنَّهُ وَصفه بِصفة لَا شَيْء
١٤ - وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن فِي الْأَحَادِيث الَّتِي جَاءَت إِن الله يهْبط إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا وَنَحْو هَذَا من الْأَحَادِيث إِن هَذِه الْأَحَادِيث قد روتها الثِّقَات فَنحْن نرويها ونؤمن بهَا وَلَا نفسرها
1 / 14
١٥ - أخبرنَا الْمُبَارك بن عَليّ الصَّيْرَفِي إِذْنا أَنبأَنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن مَرْزُوق ابْن عبد الرازق الزَّعْفَرَانِي أَنبأَنَا الْحَافِظ أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الطّيب قَالَ أما الْكَلَام فِي الصِّفَات فَإِن مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السّنَن الصِّحَاح مَذْهَب السّلف ﵃ إِثْبَاتهَا وإجراؤها على ظَاهرهَا وَنفي الْكَيْفِيَّة والتشبيه عَنْهَا وَالْأَصْل فِي هَذَا أَن الْكَلَام فِي الصِّفَات فرع على الْكَلَام فِي الذَّات ويحتذى فِي ذَلِك حذوه ومثاله فَإِذا كَانَ مَعْلُوما أَن إِثْبَات رب الْعَالمين ﷿ إِنَّمَا هُوَ إِثْبَات وجود لَا إِثْبَات تَحْدِيد وتكييف فَكَذَلِك إِثْبَات صِفَاته إِنَّمَا هُوَ إِثْبَات وجود لَا إِثْبَات تَحْدِيد وتكييف فَإِذا قُلْنَا لله تَعَالَى يَد وَسمع وبصر فَإِنَّمَا هُوَ إِثْبَات صِفَات أثبتها الله تَعَالَى لنَفسِهِ وَلَا نقُول إِن معنى الْيَد الْقُدْرَة وَلَا أَن معنى السّمع وَالْبَصَر الْعلم وَلَا نقُول إِنَّهَا الْجَوَارِح وَلَا نشبهها بِالْأَيْدِي والأسماع والأبصار الَّتِي هِيَ جوارح وأدوات الْفِعْل ونقول إِنَّمَا ورد إِثْبَاتهَا لِأَن التَّوْقِيف ورد بهَا وَوَجَب نفي التَّشْبِيه عَنْهَا لقَوْله ﵎ ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ [الشورى ١١] وَقَوله ﷿ ﴿وَلم يكن لَهُ كفوا أحد﴾ [الْإِخْلَاص ٤]
1 / 15
١٦ - أخبرنَا مُحَمَّد بن حَمْزَة بن أبي الصَّقْر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد ابْن مَنْصُور بن قبيس الغساني أَنبأَنَا أبي قَالَ قَالَ أَبُو عُثْمَان إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي إِن أصخاب الحَدِيث المتمسكين بِالْكتاب وَالسّنة يعْرفُونَ رَبهم ﵎ بصفاته الَّتِي نطق بهَا كِتَابه وتنزيله وَشهد لَهُ بهَا رَسُوله على مَا وَردت بِهِ الْأَخْبَار الصِّحَاح وَنَقله الْعُدُول الثِّقَات وَلَا يَعْتَقِدُونَ تَشْبِيها لصفاته بِصِفَات خلقه وَلَا بكيفونها تكييف المشبهة وَلَا يحرفُونَ الْكَلم عَن موَاضعه تَحْرِيف الْمُعْتَزلَة والجهمية وَقد أعاذ الله أهل السّنة من التحريف والتكييف وَمن عَلَيْهِم بالتفهيم والتعريف حَتَّى سلكوا سَبِيل التَّوْحِيد والتنزيه وَتركُوا القَوْل بالتعطيل والتشبيه وَاتبعُوا قَوْله عز من قَائِل ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ [الشورى ١١]
1 / 16
١٧ - وَذكر الصَّابُونِي الْفُقَهَاء السَّبْعَة وَمن بعدهمْ من الْأَئِمَّة وسمى خلقا كثيرا من الْأَئِمَّة وَقَالَ كلهم متفقون لم يُخَالف بَعضهم بَعْضًا وَلم يثبت عَن وَاحِد مِنْهُم وَاحِد مِنْهُم مَا يضاد مَا ذَكرْنَاهُ
١٨ - أخبرنَا الشريف أَبُو الْعَبَّاس مَسْعُود بن عبد الْوَاحِد بن مطر الْهَاشِمِي قَالَ أَنبأَنَا الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء صاعد بن سيار الْهَرَوِيّ أَنبأَنَا أَبُو الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم حَمْزَة بن يُوسُف السَّهْمِي أَنبأَنَا أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ اعْمَلُوا رحمنا الله وَإِيَّاكُم أَن مَذْهَب أهل الحَدِيث أهل السّنة وَالْجَمَاعَة الْإِقْرَار بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله وَقبُول مَا نطق بِهِ كتاب الله تَعَالَى وَصحت بِهِ الرِّوَايَة عَن رَسُول الله ﷺ لَا معدل عَمَّا ورد بِهِ وَلَا سَبِيل إِلَى رده إِذْ كَانُوا مأمورين بِاتِّبَاع الْكتاب وَالسّنة مَضْمُونا لَهُم الْهدى فيهمَا مشهودا لَهُم بِأَن نَبِيّهم ﷺ يهدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم محذرين فِي مُخَالفَته الْفِتْنَة وَالْعَذَاب الْأَلِيم ويعتقدون أَن الله تَعَالَى مدعُو بأسمائه الْحسنى وموصوف بصفاته الَّتِي سمى وَوصف بهَا نَفسه وَوَصفه بهَا نبيه ﷺ خلق آدم بِنَفسِهِ و﴿يَدَاهُ مبسوطتان ينْفق كَيفَ يَشَاء﴾ [الْمَائِدَة ٦٤] بِلَا اعْتِقَاد كَيفَ وَأَنه ﷿ ﴿اسْتَوَى على الْعَرْش﴾ وَلم يذكر كَيفَ كَانَ استواؤه
1 / 17
١٩ - وَقَالَ يحيى بن عمار فِي رسَالَته نَحن وأئمتنا من أَصْحَاب الحَدِيث وَذكر الْأَئِمَّة وعد مِنْهُم وَمن قبلهم من الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ لَا يسْتَحل أحد منا مِمَّن تقدم أَو تَأَخّر أَن يتَكَلَّف أَو يقْصد إِلَى قَول من عِنْده فِي الصِّفَات أَو فِي تَفْسِير كتاب الله ﷿ أَو مَعَاني حَدِيث رَسُول الله ﷺ أَو زِيَادَة على مَا فِي النَّص أَو نُقْصَان مِنْهُ وَلَا نغلو وَلَا نشبه وَلَا نزيد على مَا فِي الْكتاب وَالسّنة
٢٠ - وَقَالَ الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة إِن الْأَخْبَار فِي صِفَات الله مُوَافقَة لكتاب الله تَعَالَى نقلهَا الْخلف عَن السّلف قرنا بعد قرن من لدن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ إِلَى عصرنا هَذَا على سَبِيل الصِّفَات لله تَعَالَى والمعرفة وَالْإِيمَان بِهِ وَالتَّسْلِيم لما أخبر الله تَعَالَى فِي تَنْزِيله وَنبيه الرَّسُول ﷺ عَن كِتَابه مَعَ اجْتِنَاب التَّأْوِيل والجحود وَترك التَّمْثِيل والتكييف
٢١ - أخبرنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر الطريثيثي إجَازَة أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم هبة الله أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد أَنبأَنَا مُحَمَّد بن الْحسن أَنبأَنَا أَحْمد بن زُهَيْر حَدثنَا عبد الْوَهَّاب بن نجدة الحوطي حَدثنَا بَقِيَّة حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ كَانَ الزُّهْرِيّ وَمَكْحُول يَقُولَانِ أمروا هَذِه الْأَحَادِيث كَمَا جَاءَت
1 / 18
٢٢ - قَالَ أَبُو الْقَاسِم حَدثنَا مُحَمَّد بن رزق الله حَدثنَا عُثْمَان بن أَحْمد حَدثنَا عِيسَى بن مُوسَى قَالَ سَمِعت أبي يَقُول سَمِعت سُفْيَان بن عُيَيْنَة يَقُول كل مَا وصف الله تَعَالَى بِهِ نَفسه فِي الْقُرْآن فقراءته تَفْسِيره وَلَا كَيفَ وَلَا مثل
٢٣ - وَعَن أَحْمد بن نصر أَنه سَأَلَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة فَقَالَ حَدِيث عبد الله أَن الله يَجْعَل السَّمَاء على اصبع وَحَدِيث إِن قُلُوب الْعباد بَين اصبعين من أَصَابِع الرَّحْمَن وَإِن الله يعجب أَو يضْحك مِمَّن يذكرهُ فِي
1 / 19
الْأَسْوَاق وَأَنه ﷿ ينزل إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا كل لَيْلَة وَنَحْو هَذِه الْأَحَادِيث فَقَالَ هَذِه الْأَحَادِيث نرويها ونقربها كَمَا جَاءَت بِلَا كَيفَ
٢٤ - وَقَالَ أَبُو بكر الْخلال أَخْبرنِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن وَاصل الْمُقْرِئ حَدثنَا الْهَيْثَم بن خَارِجَة حَدثنَا الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ سَأَلت مَالك بن أنس وسُفْيَان الثَّوْريّ وَاللَّيْث بن سعد وَالْأَوْزَاعِيّ عَن الْأَخْبَار الَّتِي فِي الصِّفَات فَقَالُوا أمروها كَمَا جَاءَت
٢٥ - قَالَ يحيى بن عمار وَهَؤُلَاء أَئِمَّة الْأَمْصَار فمالك إِمَام أهل الْحجاز وَالثَّوْري إِمَام أهل الْعرَاق وَالْأَوْزَاعِيّ إِمَام أهل الشَّام وَاللَّيْث إِمَام أهل مصر وَالْمغْرب
٢٦ - وَقَالَ أَبُو عبيد مَا أدركنا أحدا يُفَسر هَذِه الْأَحَادِيث وَنحن لَا نفسرها
٢٧ - وَذكر عَبَّاس الدوري قَالَ سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول شهِدت زَكَرِيَّا ابْن عدي سَأَلَ وَكِيع بن الْجراح فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان هَذِه الْأَحَادِيث
1 / 20
يَعْنِي مثل الْكُرْسِيّ مَوضِع الْقَدَمَيْنِ فَقَالَ أدركنا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وسُفْيَان ومسعرا يحدثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث وَلَا يفسرون شَيْئا
٢٨ - قَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر روينَا عَن مَالك بن أنس وسُفْيَان الثَّوْريّ وسُفْيَان ابْن عُيَيْنَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَمعمر بن رَاشد فِي حَدِيث الصِّفَات أَنهم كلهم قَالُوا أمروها كَمَا جَاءَت
٢٩ - قَالَ رجل من فُقَهَاء الْمَدِينَة إِن الله ﵎ علم علما علمه الْعباد وَعلم علما لم يُعلمهُ الْعباد فَمن يطْلب الْعلم الَّذِي لم يُعلمهُ الْعباد لم يَزْدَدْ مِنْهُ إِلَّا بعدا وَالْقدر مِنْهُ
٣٠ - وَقَالَ سعيد بن جُبَير مَا لم يعرفهُ البدريون فَلَيْسَ من الدّين
٣١ - قَالَ أَبُو عمر مَا جَاءَ عَن النَّبِي ﷺ من نقل الثِّقَات أَو جَاءَ عَن الصَّحَابَة ﵃ فَهُوَ علم يدان بِهِ وَمَا أحدث بعدهمْ وَلم يكن لَهُ أصل فِيمَا جَاءَ عَنْهُم فبدعة وضلالة وَمَا جَاءَ فِي أَسمَاء الله وَصِفَاته عَنْهُم سلم لَهُ وَلم يناظر فِيهِ كَمَا لم يناظروا فِيهِ
٣٢ - وَقَالَ أَبُو بكر الْخلال أخبرنَا الْمَرْوذِيّ قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن
1 / 21
أَخْبَار الصِّفَات فَقَالَ نمرها كَمَا جَاءَت
٣٣ - قَالَ وَأَخْبرنِي عَليّ بن عِيسَى أَن حنبلا حَدثهمْ قَالَ سَأَلت أَبَا عبد الله عَن الْأَحَادِيث الَّتِي تروى إِن الله ﵎ ينزل كل لَيْلَة إِلَى السمآء الدُّنْيَا وَأَن الله يرى وَإِن الله يضع قدمه وَمَا أشبهه فَقَالَ أَبُو عبد الله نؤمن بهَا ونصدق بهَا وَلَا كَيفَ وَلَا معنى وَلَا نرد مِنْهَا شَيْئا ونعلم أَن مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُول حق إِذا كَانَت بأسانيد صِحَاح وَلَا نرد على رَسُول الله ﷺ قَوْله وَلَا يُوصف الله تَعَالَى بِأَكْثَرَ مِمَّا وصف بِهِ نَفسه أَو وَصفه بِهِ رَسُوله بِلَا حد وَلَا غَايَة ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ [الشورى ١١] وَلَا يبلغ الواصفون صفته وَصِفَاته مِنْهُ وَلَا نتعدى الْقُرْآن والْحَدِيث فَنَقُول كَمَا قَالَ وَنصفه كَمَا وصف نَفسه وَلَا نتعدى ذَلِك نؤمن بِالْقُرْآنِ كُله محكمه ومتشابهه وَلَا نزيل عَنهُ صفة من صِفَاته لشناعة شنعث
٣٤ - وَذكر شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف الْقرشِي الهكاري قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْخلال
1 / 22
حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَبَّاس المخلص أَنبأَنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُد حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ سَأَلت الشَّافِعِي ﵁ عَن صِفَات من صِفَات الله تَعَالَى فَقَالَ حرَام على الْعُقُول أَن تمثل الله تَعَالَى وعَلى الأوهام أَن تحده وعَلى الظنون أَن تقطع وعَلى النُّفُوس أَن تفكر وعَلى الضمائر أَن تعمق وعَلى الخواطر أَن تحيط وعَلى الْعُقُول أَن تعقل إِلَّا مَا وصف بِهِ نَفسه فِي كِتَابه أَو على لِسَان نبيه ﷺ
٣٥ - وَقَالَ يُونُس بن عبد الْأَعْلَى سَمِعت أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي يَقُول وَقد سُئِلَ عَن صِفَات الله تَعَالَى وَمَا يُؤمن بِهِ فَقَالَ لله تَعَالَى أَسمَاء وصفات جَاءَ بهَا كِتَابه وَأخْبر بهَا نبيه ﷺ لَا يسع أحدا من خلق الله تَعَالَى قَامَت عَلَيْهِ الْحجَّة ردهَا لِأَن الْقُرْآن نزل بهَا وَصَحَّ عَن رَسُول الله ﷺ القَوْل بهَا فَإِن خَالف ذَلِك بعد ثُبُوت الْحجَّة عَلَيْهِ فَهُوَ كَافِر بِاللَّه تَعَالَى فَأَما قبل ثُبُوت الْحجَّة عَلَيْهِ من جِهَة الْخَبَر فمعذور بِالْجَهْلِ لِأَن علم ذَلِك لَا يدْرك بِالْعقلِ وَلَا بِالرُّؤْيَةِ وَلَا بالفكر
٣٦ - وَقَالَ ابْن وضاح كل من لقِيت من أهل السّنة يصدق بهَا لحَدِيث التنزل وَقَالَ ابْن معِين صدق بِهِ وَلَا تصفه وَقَالَ أَقروهُ وَلَا تحدوه
1 / 23
٣٧ - وَرُوِيَ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ لقد تكلم مطرف على هَذِه الأعواد بِكَلَام مَا قيل قبله وَلَا يُقَال بعده قَالُوا وَمَا هُوَ يَا أَبَا سعيد قَالَ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي من الْإِيمَان بِهِ الْجَهْل بِغَيْر مَا وصف بِهِ نَفسه
٣٨ - وَقَالَ سَحْنُون من الْعلم بِاللَّه السُّكُوت عَن غير مَا وصف بِهِ نَفسه
٣٩ - أخبرنَا أَبُو الْحسن سعد الله بن نصر بن الدجاجي الْفَقِيه قَالَ أَنبأَنَا الإِمَام الزَّاهِد أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد الْخياط أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن جَعْفَر أَنبأَنَا أَبُو عَليّ بن الصَّواف أَنبأَنَا بشر بن مُوسَى أَنبأَنَا أَبُو بكر عبد الله بن الزبير الْحميدِي قَالَ أصُول السّنة فَذكر أَشْيَاء ثمَّ قَالَ وَمَا نطق بِهِ الْقُرْآن والْحَدِيث مثل ﴿وَقَالَت الْيَهُود يَد الله مغلولة غلت أَيْديهم﴾ [الْمَائِدَة ٦٤] وَمثل ﴿وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ﴾ [الزمر ٦٧] وَمَا أشبه هَذَا من الْقُرْآن والْحَدِيث لَا نزيد فِيهِ وَلَا نفسره ونقف على مَا وقف عَلَيْهِ الْقُرْآن وَالسّنة ونقول ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ وَمن زعم غير هَذَا فَهُوَ معطل جهمي
1 / 24
٤٠ - أخبرنَا يحيى بن مَحْمُود إجَازَة قَالَ أَنبأَنَا جدي الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم قَالَ مَا جَاءَ فِي الصِّفَات فِي كتاب الله تَعَالَى أَو رُوِيَ بالأسانبد الصَّحِيحَة فمذهب السّلف رَحْمَة الله عَلَيْهِم إِثْبَاتهَا وإجراؤها على ظَاهرهَا وَنفي الْكَيْفِيَّة عَنْهَا لِأَن الْكَلَام فِي الصِّفَات فرع على الْكَلَام فِي الذَّات وَإِثْبَات الذَّات إِثْبَات وجود لَا إِثْبَات كَيْفيَّة فَكَذَلِك إِثْبَات الصِّفَات وعَلى هَذَا مضى السّلف كلهم وَقد سبق ذكرنَا لقَوْل مَالك حِين سُئِلَ عَن كَيْفيَّة الاسْتوَاء
٤١ - وروى قُرَّة بن خَالِد عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة أَنَّهَا قَالَت فِي قَول الله تَعَالَى ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ الاسْتوَاء غير مَجْهُول والكيف غير مَعْقُول وَالْإِقْرَار بِهِ إِيمَان والجحود لَهُ كفر
٤٢ - وَقَالَ ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن الاسْتوَاء غير مَجْهُول والكيف غير مَعْقُول وَمن الله الرسَالَة وَمن الرَّسُول الْبَلَاغ وعلينا التَّصْدِيق
1 / 25
٤٣ - وَهَذِه الْأَقْوَال الثَّلَاثَة مُتَقَارِبَة الْمَعْنى وَاللَّفْظ فَمن الْمُحْتَمل أَن يكون ربيعَة وَمَالك بلغهما قَول أم سَلمَة فاقتديا بهَا وَقَالا مثل قَوْلهَا لصِحَّته وَحسنه وَكَونه قَول إِحْدَى أَزوَاج النَّبِي ﷺ وَمن الْمُحْتَمل أَن يكون الله تَعَالَى وفقهما للصَّوَاب وألهمهما من القَوْل السديد مثل مَا ألهمهما
٤٤ - وَقَوْلهمْ الاسْتوَاء غير مَجْهُول أَي غير مَجْهُول الْوُجُود لِأَن الله تَعَالَى أخبر بِهِ وَخَبره صدق يَقِينا لَا يجوز الشَّك فِيهِ وَلَا الإرتياب فِيهِ فَكَانَ غير مَجْهُول لحُصُول الْعلم بِهِ وَقد رُوِيَ فِي بعض الْأَلْفَاظ الاسْتوَاء مَعْلُوم
٤٥ - وَقَوْلهمْ الكيف غير مَعْقُول لِأَنَّهُ لم يرد بِهِ تَوْقِيف وَلَا سَبِيل إِلَى مَعْرفَته بِغَيْر تَوْقِيف
٤٦ - والجحود بِهِ كفر لِأَنَّهُ رد لخَبر الله وَكفر بِكَلَام الله وَمن كفر بِحرف مُتَّفق عَلَيْهِ فَهُوَ كَافِر فَكيف بِمن كفر بِسبع آيَات ورد خبر الله تَعَالَى فِي سَبْعَة مَوَاضِع من كِتَابه وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب لذَلِك
٤٧ - وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة لِأَنَّهُ سُؤال عَمَّا لَا سَبِيل إِلَى علمه وَلَا يجوز الْكَلَام فِيهِ وَلم يسْبق فِي ذَلِك فِي زمن رَسُول الله ﷺ وَلَا من بعده من أَصْحَابه
٤٨ - فقد ثَبت مَا ادعيناه من مَذْهَب السّلف رَحْمَة الله عَلَيْهِم بِمَا نَقَلْنَاهُ عَنْهُم جملَة وتفصيلا واعتراف الْعلمَاء من أهل النَّقْل كلهم بذلك وَلم أعلم عَن أحد مِنْهُم خلافًا فِي هَذِه الْمَسْأَلَة بل قد بَلغنِي عَمَّن يذهب إِلَى
1 / 26
التَّأْوِيل لهَذِهِ الْأَخْبَار والآيات الِاعْتِرَاف بِأَن مَذْهَب السّلف فِيمَا قُلْنَاهُ وَرَأَيْت لبَعض شيوخهم فِي كِتَابه قَالَ اخْتلف أَصْحَابنَا فِي أَخْبَار الصِّفَات فَمنهمْ من أمرهَا كَمَا جَاءَت من غير تَفْسِير وَلَا تَأْوِيل مَعَ نفي التَّشْبِيه عَنْهَا وَهُوَ مَذْهَب السّلف فَحصل الْإِجْمَاع على صِحَة مَا ذَكرْنَاهُ وَالْحَمْد لله
1 / 27