٨٨ - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا روح بن عبادة، أخبرنا ⦗٥١⦘ هشام بن حسان، عن الحسن، قال: بلغني أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه: إنما مثلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم سلكوا مفازة غبراء حتى إذا لم يدروا ما سلكوا منها أكثر أو ما بقي، أنفذوا الزاد وحسروا الظهر وبقوا بين ظهراني المفازة لا زاد ولا حمولة فأيقنوا بالهلكة.
فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم رجل في حلة يقطر رأسه، فقالوا: إن هذا قريب عهد بريف، وما جاءهم هذا إلا من قريب.
قال: فلما انتهى إليهم قال: يا هؤلاء، قالوا: يا هذا، قال: علام أنتم؟ قالوا: على ما ترى.
قال: أرأيتم إن هديتكم إلى ماء روي ورياض خضر، ما تعملون؟ قالوا: لا نعصيك شيئًا، قال: عهودكم ومواثيقكم بالله، قال: فأعطوه عهودهم ومواثيقهم بالله لا يعصونه شيئًا.
قال: فأوردهم ماء ورياضًا خضرًا.
قال: فمكث فيهم ما شاء الله ثم قال: يا هؤلاء، قالوا: يا هذا، قال: الرحيل، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى ما ليس كمائكم وإلى رياض ليس كرياضكم.
قال: فقال جل القوم وهم أكثرهم: والله ما وجدنا هذا حتى ظننا أن لن نجده، وما نصنع بعيش خير من هذا.
قال: وقالت طائفة وهم أقلهم: ألم تعطوا هذا الرجل عهودكم ومواثيقكم بالله لا تعصونه شيئًا وقد صدقكم في أول حديثه، فوالله ليصدقكم في آخره؟ .
قال: فراح فيمن اتبعه وتخلف بقيتهم، فنزل بهم عدو فأصبحوا ما بين أسير وقتيل.
1 / 50