263

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Tifaftire

إحسان عباس

Daabacaha

الدار العربية للكتاب

Goobta Daabacaadda

ليبيا - تونس

ولما طما بحر البيان بفكرتي ... وأغرق قرن الشمس جداولي
رحلت إلى خير الورى كل حرةٍ ... من المدح لم تخمل برعي الخمائل
وكدت لفضل القول أبلغ ساكتًا ... وإن ساء حسادي مدى كل قائل فلما انتهيت قال: أنشدني أشد من هذا، فأنشدته قصيدتي:
هاتيك دارهم فقف بمعانها ... فلما انتهيت قال لزهير: إن امتد به طلق العمر، فلابد أن ينفث بدرر، وما أراه إلا سيختصر، بين قريحة كالجمر، وهمة تضع أخمصه على مفرق البدر. فقلت: هلا وضعته على صلعة النسر -! فاستضحك إليّ وقال: اذهب فقد أجزتك بهذه النكتة. فقلبت على رأسه وانصرفنا.
قال لي زهير: من تريد بعده - فقلت: مل بي إلى الخطباء، فقد قضيت وطرًا من الشعراء. فركضنا حينًا طاعنين في مطلع الشمس ولقينا فارسًا أسر إلى زهير، وانجزع عنا. فقال لي زهير: جمعت لك خطباء الجن بمرج دهمان، وبيننا وبينهم فرسخان، فقد كفيت العناء إليهم على انفرادهم. قلت: لم ذاك - قال: للفرق بين كلامين اختلف فيه فتيان الجن. وانتهينا إلى المرج فإذا بناد عظيم، قد جمع كل زعيم، فصاح زهير: السلام على فرسان الكلام، فردوا وأشاروا بالنزول، فأفرجوا حتى صرنا مركز هالة مجلسهم، والكل منهم ناظر إلى شيخ أصلع، جاحظ العين

1 / 267