237

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Tifaftire

إحسان عباس

Daabacaha

الدار العربية للكتاب

Goobta Daabacaadda

ليبيا - تونس

وفي فصل له: وليس العجب في هذه العصابة إلا من أبي القاسم، فإنه زاد عليهم في الصناعة، وبزهم بوفور البضاعة. دخل الشعراء فأخذ لباقتهم، وصار في جملة الكتاب فاستعار صلفهم ورشاقتهم، وباشر أهل الحساب فاستفاد طريقة البراهين، وناظر أهل الجدل فتعلم القوانين، وعرف عناصر الكلام؛ فكل علم يزعمه قبض يده، وكل جد وهزل فإليه منسوب، وعنه مأخوذ؛ وهو مع ما اجتمع له من ذلك كله، وحبي به، أشدهم صبابة بألا يكون بالأندلس محسن سواه، ولا مجيد حاشاه. وكان الرأي عندي له أن يسكن أرض جليقية أو قطرا بعد عن الإسلام، حتى لا يسمع فيه الخطيب ذكرا، ولا يحس لشاعر ركزا، فيكون هناك فردا.
ومن العجب أيضًا في أمره أن كل كاتب كتب للسلاطين عندنا، وكل شاعر مدحهم، رويت أشعاره ورسائله غير أبي القاسم وحده. على أنه إنما جلس للتعليم على هذا المعنى. وربما عرض بأن يؤخذ منه شيء من أشعاره ورسائله ولا يجيبه تلميذ؛ والمحروم محروم؛ ولو أنه اشترى

1 / 241