206

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Tifaftire

إحسان عباس

Daabacaha

الدار العربية للكتاب

Goobta Daabacaadda

ليبيا - تونس

فرد إذا بعثت دياجي صرفه ... هولًا علي خبطت في ديجوره
حتى بدا عبد العزيز لناظري ... أملي، فمزقت الدجى عن نوره
ملك تبقى المجد ناصره له ... وتقيل العلياء عن منصوره
ورأى الزمان يحيد عن تأميره ... فسقى سهام المجد من تاموره فإن طعن طاعن على نسيب هذا الشعر، وقال: إن الملوك لا تقابل بمثله، والعظماء لا تتلقى بشبهه، قلنا: ذلك لجهله بأخبارهم، وقلة روايته لآثارهم؛ ولو شئت أن أملأ الصحف وأرقم القراطيش بما جرى عند الملوك ومعهم، وما استعمل لهم، وتوصل به إليهم، لفعلت، ولكني اقتصرت من ذلك على قريب معجب، واكتفيت منه بحديث مطرب.
قال ابن بسام: وأنشد أبو عامر إثر هذا قطعة شعرٍ لأبيه، هي ثابتة في القسم الرابع من هذا التصنيف، قال فيها:
قهقه الإبريق مني ضحكًا ... ورأى رعشة رجلي فبكى ثم قال: فإن استهل الطاعن صارخًا، وقال: هكذا الشعر، وهكذا الطبع، وهذا الماء رقة وعذوبة، والهواء لطافةً وسهولة، لا ما كنا فيه من الشنائع والقعاقع، قلنا له:
أذن الديك فثب أو ثوب ... وانضح القلب بماء العنب
وتأمل آيةً معجزةً ... ما قرأنا مثلها في الكتب
ركع الإبريق من طاعته ... وبكى فابتل ثوب الأكؤب

1 / 210