وقال:
كأنك بالزوار لي قدر تبادروا ... وقيل لهم أودى علي بن أحمد
فيا رب مخزون هناك وصحاك ... وكم أدمع تذرى وخد مخدد
عفا الله عني يوم أرحل ظاعنًا ... عن الأهل محمولًا إلى بطن ملحد
وأترك ما قد كنت مغتبطًا به ... وألقى الذي آنست دهرًا بمرصد
فوا راحتي إن كان زادي مقدمًا ... ويا نصبي إن كنت لم أتزود ويا لبدائع هذا الحبر علي لبن حزمٍ وغرره! ما أوضحها على كثرة الدافنين لها، والطامسين لمحاسنها! وعلى ذلك فليس ببدع فيما أضيع منه، فأزهد الناس في عالم أهله، وقبله أردى العلماء تبريزهم على من يقصر عنهم، والحسد داء لا دواء له؛ انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في خبره.
قلت أنا: ولعمري ما عقه، ولا بخسه حقه. وأخبرني الفقيه الحافظ أبو بكر ابن الفقيه أبي محمد ابن العربي عن الفقيه أبي عبد الله الحميدي قال: كان لشيخنا الفقيه أبي محمد بن حزم في الشعر والأدب نفس واسع، وباع طويل، وما رأيت أسرع بديهةً منه؛ وشعره كثير، وقد جمعته على حروف المعجم، ومنه ما كتب عنه:
هل الدهر إلا ما رأينات وأدركنا - ... فجائعه تبقى ولذاته تفنى
إذا أمكنت فيه مسرة ساعةٍ ... تولت كمر الطرف واستخلفت حزنًا
إلى تبعات في المعاد وموقفٍ ... نود لديه أننا لم نكن كنا