129

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Baare

إحسان عباس

Daabacaha

الدار العربية للكتاب

Goobta Daabacaadda

ليبيا - تونس

عن عدة من الأمراء، ونال حظًا عريضًا من دنياهم، إلا إنه اعتبط شابًا شابًا بعد أن ألف عدة تواليف، وشجر الأمر بينه وبين الفقيه أبي محمد بن حزم ابن عمه، وجرت بينهما هنات ظهر عليه فيها أبو المغيرة، وبكته حتى أسكته، لأنه كان أنبه من أنبه من أبي محمدٍ في حضور شاهده، وذكاء خاطره، وحسن هيئته، وبراعة ظرفه، وجودة أدبه، وهو كان في زمانه في الجد والهزل صاحب اللواء، في مجالس الأمراء، مستنجزًا للبيضاء، مقتضًا للشقراء، وتصور في قلوب الروساء فأجزلوا أرزاقه فعظمت صلاته وهباته؛ انتهى كلام ابن حيان.
قلت أنا: وقد أخرجت من رسائله العميدية، وقصائده اللبيدية، ومما جرى بينه وبين ابن عمه ما يسحر الألباب، ويبهر الشعراء والكتاب.
@جملة من رسائله في أوصاف شتى
كتب إليه أبو عليّ بن ربيب القروي رقعة يقول فيها:
إني فكرت في بلدكم أهل الأندلس إذ كان قرارة كل فضل، ومقصد كل طرفة، ومورد كل تحفة، إن بارت تجارة أو صناعة فإليكم تجلب، وإن كسدت بضاعة فعندكم تنفق، مع كثرة علمائه، ووفور أدبائه، وجلالة ملوكه، ومحبتهم للعلم

1 / 133