وهذا المعجم يقع في زهاءِ عشرةِ أجزاء، كل جزء منها يستوعب ما يُربي على العشرين والثلاثمائة صفحة من هذا القطع، من هذا الورق الذي ترى. . .
وبعد فإنّي على هذا الجهد الجاهد لا أُبرِّئُ هذا الكتابَ، من العاب، وهل يصحُّ في الأفهام أن رجلًا يجرّ وراءه نيّفًا وستين سنة، موقرة بكل ما يضعف المُنّة ويوهن القوى، ويعصف بالحيويّة عصفًا، لا تتكاثر هفواتُه وعثراتُه، وتتوافر سقطاتُه وزلاتُه، في عمل مثل هذا يحاوله، وتأليفٍ تتشعب موضوعاتُه ومسائله، وإذا كانت الموسوعات التي منها تخيّرت حسابًا فهذا المعجم فذالِكْ، وإذا كانت عبقرياتهم ههنا نظامًا فهي نِثارٌ مبدّدةٌ هنالك، وإذا كان المؤلفون يستظهرون على إخراج مؤلفاتهم في العادة بالوراقين والمصححين فلقد قمتُ وحدي بهذا العمل دونَ الاستعانة بأحد من أولئك. . . على أنّ النقصان، عالقٌ بالإنسان، كان من كان، وإنما الكمال، للحي الذي لا يموت ذي الجلال. . .
اللهم إنّي أبرأ إليك من الحول والقوة، اللهم عالم الغيب والشهادة فاطرَ السموات والأرض، يا من لا ينفع ذا الجدِّ منك الجدّ، يا من وعدت الذين هم محسنون بحسن الجزاء وحاش لله أن يخلف
مقدمة / 14