ثم ثار سنة تسع وعشرين و{أربعمائة} بستين رجلا -أصحاب {عشائر}-، فصار في عشرين ألف ضارب سيف من يومه. ودعا للإمام المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر بن الحاكم -أحد {الخلفاء} الفاطمية بالقاهرة-، وملك اليمن كله -سهله وجبله، ووعره وبره وبحره- وخطب بنفسه، وكانت قاعدة ملكه {صنعاء}.
وحج سنة خمس وخمسين و{أربعمائة}، وملك مكة في سادس ذي الحجة منها، ونشر بها العدل، وأكثر فيها من الإحسان، ومنع المفسدين، وأمن الناس أمنا لم يعهدوه قبله، ورخصت بها الأسعار لكثرة ما جلب اليها بأمره، فأحبه الناس حبا {زائدا}. وكسا الكعبة الديباج الأبيض -وهو كان شعار الدولة الفاطمية- وأقام بها دعوتهم.
ثم حج في سنة {ثلاث} وسبعين و{أربعمائة}. فلما نزل ظاهر المهجم، قتل في ثاني عشر ذي الحجة بيد سعيد الأحول بن نجاح، وملك بعده.
Bogga 304