"لا يمضى به سواك". فمضى ووافى إلى باب المنصور وسلم الكتاب إلى الربيع وأوصله إلى المنصور، فقرأه. وعاد الشبلي إلى محمد بن عمران، فعرفه أنه سلم ما كتب إلى الربيع، فأوصله، فقرأه المنصور، وأجاب إلى الحضور. ثم خرج المنصور مؤتزرا ببردة، مرتديا بأخرى، و{مشى} إلى أن قارب مجلس محمد بن عمران، ووقعت عينه عليه -والربيع بين يديه- فقال له: "يا ربيع، نفيت عن العباس، {لئن} تحرك محمد بن عمران من مجلسه هيبة لي، لأولى ولاية ابدا". ثم صار إلى محمد بن عمران، فلما {رأى} المنصور -وكان {متكئا}- أطلق {ردائه} على عاتقه، ثم اجتبى، ودعا بالخصوم، فحكم لهم عليه وأمره بإنصافهم، وانصرف أبو جعفر. وأمر الربيع بإحضار محمد بن عمران. فلما دخل عليه، قال له: "{يا ابن} عمران، جزاك الله عن دينك وعن نبيك وعن حسبك وعن خليفتك أحسن {الجزاء}".
وأمر له بعشرة آلاف درهم.
Bogga 266