دلائل الإعجاز ت هنداوي
دلائل الإعجاز ت هنداوي
Baare
د. عبد الحميد هنداوي
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٢هـ - ٢٠٠١ م
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
فاتحة المؤلف فى بيان مكانة العلم
بسم الله الرّحمن الرّحيم حسبي ربّي الحمد لله ربّ العالمين حمد الشاكرين، نحمده على عظيم نعمائه، وجميل بلائه، ونستكفيه نوائب الزمان، ونوازل الحدثان «١»، ونرغب إليه في التوفيق والعصمة، ونبرأ إليه من الحول والقوّة ونسأله يقينا يملأ الصّدر، ويعمر القلب، ويستولي على النفس، حتّى يكفّها إذا نزغت «٢»، ويردّها إذا تطلّعت، وثقة بأنه ﷿ الوزر «٣»، والكالئ والراعي والحافظ، وأنّ الخير والشّرّ بيده، وأن النّعم كلّها من عنده، وأن لا سلطان لأحد مع سلطانه، نوجّه رغباتنا إليه، ونخلص نيّاتنا في التوكّل عليه، وأن يجعلنا ممن همه الصدق، وبغيته الحقّ، وغرضه الصواب، وما تصحّحه العقول وتقبله الألباب، ونعوذ به من أن ندّعي العلم بشيء لا نعلمه، وأن نسدّي «٤» قولا لا نلحمه، وأن نكون ممّن يغرّه الكاذب من الثناء، وينخدع للمتجوّز في الإطراء، وأن يكون سبيلنا سبيل من يعجبه أن يجادل بالباطل، ويموّه
على السامع، ولا يبالي إذا راج عنه القول أن يكون قد خلّط فيه، ولم يسدّد في معانيه، ونستأنف الرغبة إليه ﷿ في الصلاة على خير خلقه، والمصطفى من بريّته، محمد سيد المرسلين، وعلى أصحابه الخلفاء الراشدين، وعلى آله الأخيار من بعدهم أجمعين.
وبعد فإنّا إذا تصفّحنا الفضائل لنعرف منازلها في الشّرف، ونتبيّن مواقعها من العظم؛ ونعلم أيّ أحقّ منها بالتّقديم، وأسبق في استيجاب التعظيم، وجدنا العلم أولاها بذلك، وأوّلها هنالك؛ إذ لا شرف إلّا وهو السبيل إليه، ولا خير إلّا وهو الدّليل عليه، ولا منقبة «٥» إلّا وهو ذروتها وسنامها، ولا مفخرة إلّا وبه صحّتها وتمامها. ولا
_________
(١) حدثان الدهر وحوادثه نوبه وما يحدث منه. اه اللسان مادة/ حدث/ (٢/ ١٣٢) والحدثان:
الليل والنهار.
(٢) نزغ الشيطان بينهم ينزغ نزغا أي أفسد وأغرى. اه الصحاح مادة/ نزغ/ (٢/ ٥٥٦).
(٣) الوزر بفتحتين الملجأ. اه مختار الصحاح مادة/ وزر/ (٧١٨).
(٤) وهي خلاف لحمة الثوب وهو ما يمد طولا في النسج. اه اللسان مادة/ سدى/ (١٤/ ٣٧٥).
(٥) المنقبة الفعل الكريم وهي ضد المثلبة. اه اللسان مادة/ نقب/ (١/ ٧٦٨) بتصرف.
1 / 13