Defending the Sunnah - University of Madinah (Bachelor's)
الدفاع عن السنة - جامعة المدينة (بكالوريوس)
Daabacaha
جامعة المدينة العالمية
Noocyada
إذن، لو قلت بأن علينا بيانه مقصود بها الله ﷿ تعارضت مع القرآن الكريم من زاويتين:
الزاوية الأولى: آية النحل: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ وأيضًا في سورة القيامة: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه﴾ قبلها قال: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ والله ﷿ لم يجمع القرآن؛ بمعنى أنه لم يجمعه الجمع المعروف أنه جمع الآيات ...، الوحي كان ينزل بها إلى كذا، لكن لم يوجد بيننا كتاب يقول: هذا جمع الله ﵎ للقرآن الكريم، إنما كان يوحى به إلى النبي ﷺ والنبي ﷺ هو الذي يبلغ الأمة بترتيب الآيات وترتيب السور، ثم إن الكل يعلم أن الخليفة الأول ﵁ هو الذي جمع القرآن كله، ثم جاء الخليفة الثالث ﵃ أجمعين- وجمع الأمة على مصحف عثمان الذي نعرفه جميعًا.
إذن، من يشاغب في هذا فإنه لا يشاغب معنا إنما يعاند القرآن الكريم، فهذا يتصادم مع القرآن الكريم، وكما حفظت الأمة القرآن الكريم فهي أيضًا حفظت السنة المطهرة بوسائل متعددة وبجهد جبار في ذلك يُدرّس في مواد خاصة في مادة مثلًا تاريخ السنة أو مناهج العلماء، نتتبع فيه جهد الأمة في صيانة السنة المطهرة.
إذن، وضح من خلال آيات القيامة أنها تحتوي على الدليل القاطع الأكيد في حفظ الله ﵎ للسنة المطهّرة.
وأشرنا إلى أن السنة وحيٌ من عند الله رب العالمين، هذا ثابت بالقرآن والسنة، في قوله ﵎: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ (النجم: ١: ٥) ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ ﷺ ﴿إِنْ هُوَ﴾ أي: كل ما ينطق به: ﴿إِلَّا وَحْيٌ﴾ هذا أسلوب قصر عن طريق النفي والاستثناء، يثبت أن النبي ﷺ لا ينطق إلا بوحي من الله ﵎ سواء كان من القرآن الكريم أو من السنة
1 / 183