ردوا علينا شيخنا ثم بجل(73) وكان أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يرتجزون فيذكرون حق أمير المؤمنين عليه السلام وكونه وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته ووارثه، وأنه الخليفة الشرعي الذي بايعه المسلمون، ويذكرون أن الخارج على أمير المؤمنين عليه السلام ضال هالك.

ونلاحظ في المقابل أن أصحاب الجمل وهم الناكثون كانوا إذا ارتجزوا سموا أنفسهم شيعة عثمان والطالبين بدمه وثأره، وأنهم يقاتلون عليا عليه السلام بغضا منهم له! فكانوا في مواقفهم الفكرية على طرفي نقيض: فريق من أصحاب البصائر قاموا لنصرة الحق وقاتلوا مع أمير المؤمنين عليه السلام، وفريق نكث بيعته وانصاع للأحقاد الجاهلية.

وآلت المعركة إلى هزيمة الناكثين بعد أن قتل من رجال الأزد وبني ضبة عدد كبير حول جمل عائشة، حتى أمر أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه أن يعقروا الجمل، فتصدى له مالك بن الحارث الأشتر، وعدي بن حاتم الطائي، وعمار بن ياسر، والمثنى بن مخربة العبدي، وأعين بن ضبيعة.. فعقروا الجمل، ثم قال أمير المؤمنين لمحمد بن أبي بكر: انطلق بأختك فأدخلها البصرة. ثم أرسلها أمير المؤمنين عليه السلام إلى المدينة في نساء من أهل البصرة، فكانت بعد ذلك تقول إذا ذكرت بيوم الجمل: وددت أني مت قبله بكذا وكذا عاما!(74).

نتائج حرب الجمل

انتهت حرب الجمل بعد أن قتل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام 5000 نفر، ومن الناكثين 13000 نفر، فيهم طلحة والزبير، وتسببت في إضعاف وحدة المسلمين وتآلفهم، وفي إيجاد الوهن في دولة أمير المؤمنين عليه السلام، وتقوية جبهة خصومه الأمويين بقيادة معاوية، ذلك أن حرب الجمل جرأته على الوقوف في وجه أمير المؤمنين عليه السلام في حرب صفين.

Bogga 80