3 يستنتج من مجموع أقوال أتباع الإمام علي عليه السلام أن مواقفهم قائمة على أساس من أوامر القرآن الكريم وتعاليم النبي صلى الله عليه وآله، فهم حين يعتقدون بأحقية أمير المؤمنين علي عليه السلام في خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله إنما يعتقدون ذلك استنادا إلى النصوص الصريحة للنبي صلى الله عليه وآله، حيث نص عدد كبير من أحاديثه صلى الله عليه وآله على خلافة الإمام علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وأنه منه بمنزلة هارون من موسى، كما نص عدد آخر من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله كحديث الثقلين وحديث سفينة نوح على أن أهل البيت عليهم السلام هم أحد الثقلين اللذين خلفهما رسول الله صلى الله عليه وآله في أمته وأوصى باتباعهما، وأن أهل البيت هم وسيلة نجاة الأمة التي ينبغي اللجوء إليها، وأنهم لهذه الأسباب اللائقون بقيادة الأمة وهدايتها.
4 أن الشيعة الأوائل كانوا من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وأفاضلهم الذين شاركوا في بيعة العقبة الثانية وفي غزوة بدر وسائر الغزوات الأخرى، وممن كان لهم مساهمات جادة في إرساء دعائم الإسلام وتقوية نفوذه.
5 أن المدافعين عن عقيدة إمامة أهل البيت عليهم السلام لم يكونوا من أهل الحجاز فحسب، بل كان بعضهم من قبائل معد ( مثل بني تميم ) ومن القبائل اليمانية ( مثل كندة في منطقة حضرموت ) حتى أن الحارث بن معاوية التميمي وحارثة بن سراقة الكندي والأشعث بن قيس الكندي قالوا لزياد بن لبيد الأنصاري موفد أبي بكر إلى حضرموت بأنهم إنما يدينون بالطاعة لأهل بيت البني صلى الله عليه وآله، وسألوه عن الذريعة التي أقصي بها أهل البيت عن الخلافة.
Bogga 49