فلما استقرت محطته بحمدان(1)، أرسل قوما من كبار العرب الذي بحضرته إلى جميع سفيان(2)، يعرض عليهم الدخول في الطاعة والدخول فيما دخل فيه الناس، فلم يكن منهم مساعدة. فنهض ومعه جميع أمرائه ومقدموه، الأمير ذو الشرفين يحيى بن حمزة وصنوه الأمير المتوكل على الله أحمد بن الإمام -عليه السلام- وصفي الدين محمد بن إبراهيم، والقاضي علي بن زيدان، والشيخ دحروج بن مقبل، غير من كان منهم بظفار، فقصد درب جاوه)(3)، وهو ممتنع على قلعة فلم يكن بأسرع من أن دخلوا عليهم بالسيف فقتلوا، وما أفلت منهم إلا يسير، ثم نهض إلى [بياض](4)، فلم يلتفت إلى طلوع حصن ظفار، ولا مال إلى من فيه من الأهل والأقارب مع طول المدة والأخطار العظيمة، بل قصده بالمبادرة إلى صعدة ليعرف ما يكون من أمر(5) الداعي ومن بايعه.
Bogga 178