وفي سنة أربعين دخل الطاعون مدينة صنعاء، ثم سرى إلى لحج وأبين ثم إلى تعز وثعبات فكان يموت في اليوم الواحد من الخمسمائة إلى الألف، ويقال: إنه هلك من عدن بضعة عشر ألفا على التقريب، ومن تعز كذلك وما بينهما أكثر من ذلك وخربت قرى كثيرة وتهدمت بيوت على أهلها ثم سرى الطاعون إلى صعدة وبلاد حجة [وسبط](1) في العمشية(2).
وممن مات بالطاعون في صنعاء(3) إمام الزيدية علي بن صلاح، كذا ذكره الديبع، ثم قال: وقام بعد علي بن صلاح ولده فعاش نحو نصف شهر (ثم قضي)(4)، ولم يبق من أهل بيته سوى امرأة، وبقي مولاه الأمير سنقر(5) في دست الإمارة فحفظ البلد والأموال والمفاتيح نحو شهرين، حتى اتفقوا على قيام صلاح بن علي بن أبي القاسم(6) وكان أبوه من أعيان علمائهم فبايعوا ولده هذا، ثم خاف الأمير سنقر على نفسه من صلاح بن علي، فاحتال عليه حتى سجنه، وأقام صبيا من بيت علي بن صلاح، ثم أطلق صلاح بن علي فخرج إلى ناحية صعدة، وأقيم ولد بنت الإمام علي بن صلاح وأبوه من بني المنتصر.
Bogga 154