وكان قصد الأمير شمس الدين خراب بلد(1) بني جبر(2) الصايديين التي يقال لها: أنبا، لأنهم حاربوا مع الإمام ونصحوا وقاتلوا وقتلوا، وضعف على المختلف المرور إلى ظفار بسببهم، فأراد الأمير شمس الدين أن يدمر بلادهم ولينال من ثمرة البلاد ما يمد به إلى ظفار، فخرج هو وأسد الدين وخيلهما زهاء مائة وعشرين فارسا فحطوا على منهل يقال [له](3) المقضضة فأقاموا ليلتين ثم إن أسد الدين أراد أن يغتسل في المنهل فسقط من يده خاتم فصه ياقوت، روي أنه أشتري بخمسمائة مثقال، فبلغ ذلك عنده مبلغا عظيما، فأجمع رأي القوم على شق الأرض من بعد حتى يبلغوا المنهل ويخرج ماؤه قليلا قليلا، وضربوا فيما بلغ نيفا على ثمانين(4) ذراعا طولا في عمق كبير حتى نضب الماء ولاح لهم فص الخاتم وقد رفع الجبريون ما كان لهم من قليل وكثير، في مدة الاشتغال بأمر الخاتم، وقد قيل إن أسد الدين أرسل خاتمه عمدا لغرض كان في نفسه.
Bogga 374