ثم قال أمير المؤمنين لأصحابه أقتلوا الرجل واشتغل بستر الحرائم، ودخل الناس على الحشيشي وقد شد الفقيه العالم يديه وضغطه إلى جدار حتى ما استطاع حراكا معه فدخل عليه رجلان من خدم الإمام فضرباه حتى صرعاه، ثم وقع فيه من دخل وعاث الناس في [الدار](1)، فنهب منها شيء من الثياب والحرير، وقتل ابن البانة في دار الحريم ((2)بغير أمر الإمام وبلغ الصارخ إلى ثلا فوقع عند المشائخ من ذلك وقعة عظيمة، وخاف أحمد بن علوان على نفسه وراح من ساعته بعد أن هموا به وتفرق المبشرون من عند الإمام -عليه السلام- بسلامته إلى أقطار البلاد من المشرق والمغرب والظاهر وصعدة والجوف وحصون اليمن وبراش وغير ذلك ويأمرهم بالشدة فإنه سالم وفي أجل نعمة، مع عظيم ما معه من التعب.
ثم أقبلت القبائل من أطراف أقطار الأرض يهنونه بالسلامة ويحمدون الله تعالى، وهو صلوات الله عليه يظهر التجلد ويقوم لكثير من الناس على شدة التعب وسهر الليل. وأقام القوم في صنعاء في فرحة وسرور أياما، ومن أخبر بسلامة الإمام أهانوه وكادوا يهلكونه. ووصل إلى الإمام -عليه السلام- أخوه أبو المظفر سليمان بن يحيى بعد أيام وأقام الإمام -عليه السلام- قريبا من نصف شهر وخرج يسير إلى جانب الحصن فاستر الناس بذلك سرورا عظيما وأقامت الجراحة مانعة له من صلاة الجمعة قريبا من شهرين، وفي خلال ذلك لا يترك لأحد حاجة إلا قضاها على أحسن ما يكون فجزاه الله خيرا، ووصل في خلال ذلك ما جرت التوبه المشائخ أهل ثلا وهنوا بسلامته وأمروا بالغنم للضيافات وتألموا ولم يبق أحد من عيون الناس حتى وصل وهنا ما قيل في ذلك من القصائد والتهاني فشيء كثير(3).
Bogga 372