281

Dawlat Bani Rasul

دولة بني رسول

Noocyada

فأرسل خليفة بغداد بحشيشيين إلى سلطان اليمن وهو يوسف المظفر أحدهما رجل قد طعن في السن طويل القامة أعور العين، والآخر غلام حدث السن فلما وصلا إلى زبيد، كتم أمرهما السلطان واستدعى رسولا من الامام -عليه السلام- وأظهر أنه راغب في الصلح فوجه إليه الإمام رسولا من الأخيار.

وفي خلال ذلك وجه الحشيشيين مع ابن ابي الفهم إلى صنعاء وأمر لهما بالملابس النفيسة والمركوب ولم يدر أحد بهما، ولما وصل أبن أبي الفهم إلى صنعاء التقاهم السلطان[424] أحمد بن علوان بن بشر بن حاتم بن أحمد بن عمران بن الفضل اليامي وهو خاصة السلطان وبطانته وموضع سره، فأسر إليه ابن أبي الفهم الأمر ووصل كتاب السلطان، وظهر من أمرهم أن هذا ابن أبي الفهم وصل بخزانة وأنه يريد الصلح بين الإمام وبين السلطان، وأن هذين الرجلين شاهدان أو نحو ذلك، وربما أظهروا أن تسليم حصن كوكبان للإمام وأن يؤخذ عوضه حصن هداد للسلطان وانتشر الكلام ومالت خواطر الناس إلى ذلك واضطرب أسد الدين من ذلك لأمر راجع(1) إلى نفسه من مكر أو خديعة، وتقدم أحمد بن علوان والحشيشيان إلى كوكبان، وأظهروا للوالي تسليم الحصن فاضطربت أموره وكاتب بن علوان الإمام وأراه الرغبة من السلطان في الاصلاح وأظهر أنه يريد الوصول وأنه يريد الرفاقة، فلم يبق عند الامام شك في رغبة القوم في الصلح وأن وراءهم أمر حثهم عليه، فأمر بالذمة(2) فلم يلبث أن قدم الشيخ الحشيشي ومعه رجل من مولدي الغز يقال له: بن البانة يقال(3)؛ إنه خدع في صحبة الحشيشي والظاهر يحكم عليه بالبغي فوصلا إلى الإمام -عليه السلام- إلى حصن حلب يوم الخميس السادس من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وستمائة، فأمر الإمام -عليه السلام- بإكرامهما وقيل له -عليه السلام- في الحذر من كيد الحشيشية وجاء إليه رجل من أهل ثلا فأشار إليه أن يحزم من الحشيشي فلم يصدق الإمام.

Bogga 369