نزول الأمير شمس الدين أحمد بن المنصور [عليه السلام](1) وجميع أهله الذين معه إلى سلطان اليمن الملك المظفر:
لما رجع القوم إلى صنعاء على الصورة المذكورة، نهض الأمير شمس الدين فيمن معه قاصدين إلى زبيد وهنالك السلطان المظفر، فلما هبطوا نقيل صيد، علم السلطان بإقبالهم فأمر(2) بإنصافهم في الطرقات، فلما بلغوا زبيد على دون نصف شهر خرج في لقائهم، وكان قد(3) أمر جنده وأهل تلك النواحي إلى جانب الطريق وعظم شأنهم، وأمر لهم بالمضارب والخيام وأمر بالسماطات(4) والألوان الأنيقة إلى محطتهم وهي خارج الباب، وأقاموا تنقل إليهم الكرامات المختلفة، فلم تمض إلا أيام قليلة حتى عرضت لهم الحمى والوباء فتوفي منهم الأميران جعفر بن عبدالله بن الحسن بن حمزة، وأحمد بن جعفر [بن](5) الحسين وجماعة من أجنادهم وخدامهم،(6) ثم إن السلطان لما رأى ما نزل بهم خلا بالأمير شمس الدين وراجعة فيما لابد منه، ثم أمر له بنيف وأربعين ألف دينار من الدنانير الملكية كل دينار أربعة دراهم كل درهم ثلثا قفلة، وأمر لهم جميعا بالكسى النفيسة، وخص البعض وأمر معهم بعصابة من جنده فصدروا عنه شاكرين لإحسانه.
وكان السلطان يأمر له بالإفتقاد والملابس حالا بعد حال، وقال الأمير شمس الدين قصيدة طويلة يستنصر فيها السلطان ويستنجده ويحضه على الطلوع أولها:
عل الليالي الماضيات تعود
عفا منزل ما بين نعمان واللوى
?
?
فتبدو نجوم الدهر(7) وهي سعود
وجرت عليه للرامسات برود
ومنها:[423]
عمنا بها أيام لا البغي نافث
ظلالي فيها للورى غير قالص وقومي يوم الروع جن وفي الندى
Bogga 364