[خبر الحرائق التي حدثت للمسجد النبوي]:
قال: ومن العجائب أن في السنة التي ظهرت فيها هذه النار احترق المسجد الشريف النبوي بعد إنطفائها، وزادت دجلة زيادة عظيمة فغرق أكثر بغداد، وانهدمت دار الوزير.
قال: قال المؤرخون: احترق المسجد النبوي ليلة الجمعة أول شهر رمضان من سنة أربع وخمسين وستمائة في أول الليل، ونقل أبو شامة(1) أن ابتداء حريقه كان من زاويته الغربية من السماء، وسبب ذلك كما ذكره أكثرهم أن أبا بكر بن أوجد الفراش أخذ القوم بالمسجد الشريف دخل إلى حاصل المسجد هناك ومعه نار فغفل عنها إلى أن علقت في بعض الآلات التي كانت في الحاصل أعجزه إطفاؤها، ثم احترق الفراش المذكور، والحاصل وجميع ما فيه، ثم تزايد الإلتهاب وتضاعف إلى أن علا سقف المسجد.
قال: وفي العبر للذهبي أن حريقه كان من مسرجة القوام.
قال المؤرخون: ثم دبت النار في السقف بسرعة آخذة قبلة، وأعجزت عن إطفائها بعد أن نزل أمير المدينة واجتمع معه غالب أهل المدينة فلم يقدروا على إطفائها، وما كان إلا أقل من القليل حتى استولى الحريق على جميع سقف المسجد الشريف واحترق جميعه، حتى لم يبق خشبة واحدة سالمة.
قال: قال القطب القسطلاني: وتلف جميع ما احتوى عليه المسجد الشريف من المنبر النبوي، والأبواب، والخزائن، والشبابيك، والمقاصير، والصناديق، وما اشتملت عليه من كتب وكسوة الحجرة، وكان عليها إحدى عشر ستارة.
قال: وأنشد إبراهيم بن محمد الكتاني رئيس المؤذنين هو وأبوه:
لم يحترق حرم النبي لريبة .... يخشى عليه وما به من عار
Bogga 347