[دخول الأميران شمس الدين وأسد الدين صعدة]:
فنهضوا متوجهين إلى صعدة، وبلغ الإمام -عليه السلام- ذلك وأن بعض أهل صعدة قد أسر النفاق، فلم ير -عليه السلام- إلا الرجوع إلى الصبر والتوكل على الله. ثم افترق أهل صعدة، فبعضهم رأى الاجلاء عنها صوابا، ويقول: إن دخلها القوم خرجوا عنها، وبعضهم يقول: نحن بحمد الله في عزة وأمير المؤمنين بين أظهرنا وفئة لنا ودورنا(1) حصينة، فلما اختلفت آراء القوم خرج الإمام -عليه السلام- من صعدة ليمنع القوم ويسد عليهم المذاهب من طرق مذاب(2) والعمشية(3) فركز -عليه السلام- بعسكره على رأس عقبة، يقال لها : العجلة، فلما علم القوم أن الإمام قد سد عليهم تلك الطرقات طلبوا طريقا أخرى فدلهم بعض الناس طريقا مجهولة، تأتي شرقي حصن براش صعدة [يقال لها: ضدة]،(4) وهو يومئذ في أيديهم، ثم مروا شعب الغيل الذي يفضي إلى الحجر، ثم صعدوا إلى وادي دماج(5) وحطوا هنالك.
Bogga 337