وقد كان الإمام المنصور بالله -عليه السلام- لما افتتح صنعاء أمر بهدم أكثر سقوفها وحملها إلى حصن الإسلام ظفار، وأمر الإمام -عليه السلام- بحفظ قصر أسد الدين لكونه مرصدا من يحفظه من الأمراء آل القاسم، وولى مدينة صنعاء الأمير الكبير الحسن بن محمد بن إبراهيم القاسمي، وجعل معه القاضي المجاهد أحمد بن مقبل بن زيدان الطائي الصعدي، وولى القضاء القاضي أحمد بن سليمان، وأعطى[392] الأمير الكبير شمس الدين(1) المتوكل قصر الأمير فخر الدين أبي محمد بن الحسن بن علي شقيق أسد الدين، وأعطى كلا من الخواص قصدا وافرا من منازل الغز والباطنية وضياعهم وبساتينهم حتى رضي بذلك كلهم، إلا أن الأمير المتوكل أحمد بن المنصور كان في نفسه غير ذلك من [أن](2) أكثر أمر صنعاء يكون إليه وعلى يديه، فتنكر على الإمام -عليه السلام- وكانت الأحاديث تسري عنه إلى الإمام بما يسوءه، وهو يتغمد ويصفح ويقابله بالإجلال والإعظام، وكان يؤثره بالعطاء والإنفاق(3) على كثرة العساكر وتقاصر الأشياء في تلك الأيام.
Bogga 276